منذ عام 1945 إلي الآن ظهر ما يقرب من 335 مرضا جديدا منهم ما يقرب من 200 مرض تحور من الحيوان للإنسان سواء كان فيروسات ، بكتريا ، فطريات ، طفيليات ، بريونات و ذلك طبقا لما أبلغ عنه علماء البيئة من جامعة امبريال كوليدج بلندن ، نحن الآن دخلنا حقبة جديدة ومُستوًى مختلفًا من الأمراض لم يكن لها مثيل منذ قرون فاتت، فالأمراض قبل عام ألفين وعشرين 2020 تختلف تمامًا عمَّا بعدها، فمثلًا فيروس كورونا «كوفيد 19» يصيب تقريبا أغلب أعضاء الجسم، فبالإضافة إلى إصابته أهم أجهزة الجسم: الجهاز التنفسي والمَدخل الوحيد للأكسيجين، فهو يتناسخ بسرعة غير عادية ويصيب أعضاء حيوية ومهمة أخرى في الجسم مثل الجلد، حيث يتسبب في إصابته بالطفح الجلدي الذي يُعَدّ من أهم علامات الإصابة بالفيروس، كما أنَّ للكبد في الجهاز الهضمي مُستقبلات للفيروس، وارتفاع أنزيماته عند إجراء التحليل المعملي دليل على أنه غير مستقر، مما يسبب التهابًا شديدًا في العضلات ويُعطي إحساسًا بخمول وهمدان وألم بالجسم، من الأعضاء التى يصيبها أومِن مضاعفاته أيضًا أنه يصيب الكُلى فيصل بها إلى مرحلة الفشل الكُلويّ، والقلب، والجهاز العصبي، ويؤدي إلى تخثر الدم ونقص الأكسيجين وخلل وضَعف الجهاز المناعي، هناك أيضا حالات أخري أصاب الفيروس جهازها العظمي ، أمَّا بالنسبة إلى الأطفال فالمصابون منهم بهذا المرض يعانون الحُمَّى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة وتورمًا في الأطراف السفلية وآلامًا في الذراعين والساقين والمعدة والأمعاء، الغريب في الأمر أن أعراض الطفح الجلدي والحمى عند الأطفال يمكن أن تظهر أيضا بعد الشفاء من الفيروس، إذًا فهو لا يُصيب الجهاز التنفسي فقط بل أعضاء أخرى عدة من الجسم وهنا تكمُن خطورته الشديدة، كذلك ينتشر كورونا بشكل سريع ويمكن أن يصيب عددًا كبيرًا من الأشخاص في وقت واحد لا سيما عند ازدحام المكان وزيادة عدد الأفراد الذي يقترب من ثمانين أو تسعين وقد يصل إلى مئة فرد، فهو ينتقل من خلال لمس الأشياء أو الأشخاص أو عبر الرذاذ المتطاير من شخص إلى آخر في أثناء الكلام أو السعال أو العطس، فالمرة الواحدة من العطس تُخرِج ما يقرب من عشرات أو مئات الآلاف من الفيروسات وتنتشر في المكان المحيط بحامل المرض أمتارًا عدة، بالإضافة إلى ما سبق فالفيروس يتميز بتحوره السريع والمفاجئ ولكل تحور أعراضه المختلفة عن الآخر، لذا سنتعرف هنا إلى كل ما يتعلق بـ«كورونا كوفيد 19» وهذه الفيروسات الفتاكة بوجه عام، وأسباب ظهورها، وكيفية تجنبها وتجنب الميكروبات الأخرى باختلاف أنواعها، ومقاومتها، والمساهمة في الحد من انتشارها في كل الأماكن سواء أماكن العمل أو الأنشطة الاجتماعية وكل نواحي الحياة، والاستعداد لأي فيروس أو بكتيريا يمكن أن تظهر مستقبلًا لا قَدَّرَ الله سواء كان متحور من الحيوان للإنسان أو تحور جديد لميكروب يصيب الانسان فقط.