رأيت مشهدين تساوت في أولهما البدايات وافترقت النتائج؛ الأول لدجاجة وديعة ينقض عليها نسر كالصاروخ يضع مخلبًا على رأسها والآخر على ظهرها ليلصقها بالأرض. في ثانية.. لا تفرفر لا تنتفض لا تعترض لا تبذل أي مجهود مما نراه إذا طاردها طفل مثلًا، إنها تجري هنا وهناك وعند الذبح تتنطط في كل اتجاه، لكنها هنا تسكن في وداعة وكأنها أخيرًا وجددت الطبطبة والسكون الناشئ من الكف عن الكفاح. في ذلك المشهد هناك شيء غائب وشيء حاضر.. فكر فيهما. المشهد الآخر لتوأم ذلك النسر ينقض على كتكوت لدجاجة أم فتتحول الدجاجة لجندي مستميت وعربجي وقتال قتلة. تلك الوديعة التي كانت أختها أو ربما هي قبل أن يفقس البيض وديعة ورقيقة ومتقبلة لمصيرها في تراجع واستسلام. تعلم (بتشديد اللام) على النسر وتنقره في كل أجزائه وتلجئه إلى الحائط ليجد نفسه متبهدلًا ومذلولا وقد وسخه التراب ووقع تاجه على الأرض. في ذلك المشهد هناك شيء غائب وآخر حاضر أيضًا فكر فيهما مجددًا، الغايب والحاضر.. هو الأمل والرغبة في إنهاء معاناة الحياة هما في كفتي ميزان الدجاجة وكل من يشتعل جسده بالروح.
د. طاهر بدر
Dec 05, 2021
أسلوب الدكتور عبد الرحمن القط رشيق وسرده مشوق وكلماته تشكل صور متحركة نابضه بالحياة من يحب التفاصيل الصغيرة بالغة التعبير سيجد ضالته هنا … أتوقع ان يستمتع كل من يقرأ وأتمنى أن يطلق الكاتب العنان لقلمه ليُمتعنا أكثر وأكثر إن شاء الله …