كثيراً ما ينتابنى شعور غامض بالظلم إزاء الطريقة التى تعلمنا بها الحياة ، شعورٌ تترجمه فكرة مفادها أننا الجيل الذي تعلم الأشياء على هيئة هذا صحيح وذاك خاطىء ، هذا أبيض و ذاك أسود و لم يحدثنا أحد عن المناطق الرمادية بين الأبيض و الأسود ، عن مشاعرنا الرمادية و مراحل حياتنا الرمادية ، كما لو أننا فى الحياة لن نُجابَه إلا بالأشياء الواضحة والمواقف الواضحة و الأشخاص الواضحين الذين من السهل علينا أن نصدر أحكاماً حاسمة بصددها ، رغم أن الحقيقة هي على النقيض من ذلك تماماً .
فما أندر الوضوح فى الحياة و فى الناس ، و ما أندر الأبيض و الأسود !
حين تصبح أباً أو تصبحين أماً ، تنفجر فى وجهك مع كل موقف يومى أسئلة جديدة يطلقها النشء بكل أريحية منتظرين منك جواباً وافياً شافياً ، و لا يعرفون فى الحق أنك مجرد أحمق آخر ، حين أطلق فى صباه نفس الأسئلة أُجيب بابتسامة دبلوماسية و لكن بأجوبة مبالغة في مثاليتها و حسمها ... فتجد نفسك تائهاً ، غارقاً فى حيرة مرهقة حول نوع الأجوبة التى عليك أن تقولها .
Ahmed
Feb 11, 2022
رواية أكثر من رائعة، وعندما تقرأ اسلوب الكاتبة واستخدامها للكلمات تدرك أنه ليست المرة الأولى لها، فهي تجيد اللغة بدرجة عالية وتدير الحوار بأسلوب أكثر من رائع. رسائل الكترونية متبادلة بين شاب وفتاة، نتعرف من خلال الحوار على الكثير والكثير، ليس فقط عن شخصياتهما ولكن أيضاً عن جوانب كثير تمسنا نحن كقراء، جوانب تمس حياتنا الاجتماعية وواقعنا السياسي. نعرف الكثير عن مكنون ذواتنا الشخصية ونرى من خلال الحوار جوانب في حياتنا قد نكون نسيناها او تغاضينا عنها.