يحاول هذا البحث رصد بعض ملامح أسلوبيّة الأنزياح في المستويات الثلاث(التركيبي والدلالي، والايقاعي) في شعرالمعلقات، إذ لجأ الشعراء إليها لأغراض فنية جمالية، محاولا تتبّع الإيحاءات المتنوعة والجماليات التي تقف وراء تلك الإنزياحات لدى شعراء المعلقات، إذ ساعدت هذه الظواهر في إثراء النص من النواحي الدلالية والصوتية، وإكسابه طاقة جمالية وفنية عالية.في العطاء.
لا شكّ بان الأدب الصوفي يمثل لونا من ألوان الأدب الرفيع الذي يحمل في طياته أسمى المعاني وخصائص السمو الروحي، والشعر الصوفي نوع جديد قديم من أنواع الأدب الفني الذي عرفته المجتمعات الإسلامية في العصور المختلفة، فامتلك خصوصيته الإسلامية ومرجعياته التي توصل بين العبادة والسلوك، فراق لي أن اكتب عن موضوع قريب من النفس، فغصت في بحار نصوصه محاولا الكشف عن الأفكار والرؤى والمؤثرات من خلال منهج كاتبه.
إن الأدب الصوفي، ومن ثم التصوف كان تجاوزاً لفلسفة الاكتفاء التي كان يتجاذبها طرفا النقل والعقل، باعتبارهما مصدرين وحيدين للمعرفة، وصيغت الثقافة العربية الإسلامية بهما، كما انسحبت على فهم الإنسان والحياة فيها، فما كان على المتصوفة سوى إعادة إنتاج صورة مغايرة للثقافة والإنسان، وقراءة الكون من منظور آخر هو المنظور الوجداني، وجعله الجوهر في كل شيء.
لا شك أن النقد هو فن دراسة العمل الأدبي، لمعرفة جيده من رديئه، وذلك بتحليله وتفسيره وتقدير قيمته الفنية، وقد ظهر عند العرب منذ العصر الجاهلي، فتهدف هذه الدراسة الى تسليط الضوء على التراث النقدي العربي القديم، لمعرفة أهم القضايا التي تناولها الخطاب النقدي القديم، والتعريف بأهم المصنفات النقدية القديمة من حيث المنهج والأسس النقدية المتبعة، مع إبراز الجهود المعتبرة التي بذلها هؤلاء النقاد.
يتناول هذا البحث مناهج النقد الأدبي السياقية والنسقية المعنية بدراسة النص الأدبي من خارجه وداخله و كشفت الدراسة أهم ما يميز تلك المذاهب من الإيجابيات والسلبيات، والجمع بين النظرية والتطبيق في منهج الدراسة وذلك لبيان كيفية معالجة النصوص معالجة نقدية صحيحة، إذ كان للتيارات الفكرية الأثر البارز في النهوض بتلك الآداب وربطها مع مطالب الجمهور ومواكبة الحركة الفكرية السائدة في العصر، فقد تعرضت مفاهيم النقد الأدبي إلى تغيرات خلال القرن العشرين فيما يخص وظائف النقد وأساليبه وأهدافه.
إن المذاهب هي الحاضرة الغائبة، وهي تاريخٌ جوهري لأهم العطاءات الإنسانيّة الحضاريّة، وما التاريخ إلا سلسلة متواصلة وقوانين حركة، وتطوّر وتشابك، وماضٍ في الحاضر، وحاضرٌ في المستقبل.. وتتعاقب المذاهب كما تتعاقب الأمواج، كل موجة تدفع التي قبلها، وتدفعها التي خلفها. وكلّها في بحر واحد، ترتطم على شاطئ واحد، وتختلط أصداؤها وتتلاشى لتعود في أمواجٍ جديدة إلى الأبد، وما الأمواج إلاّ البحر في مظاهره وأسراره.