يروي هذ الكتاب حكاية حقل دراسي يتَّسم بقدرٍ كبير من التشابك والتعقيد؛ نظرًا لطبيعة موضوعه، أي العلاقات الدولية، ويتخذ الكتاب من العولمة منطلقًا لدراسة الظاهرة الدولية بتفاعلاتها المختلفة للوقوف على أبعاد التغيير والاستمرارية في عالم ما بعد الحرب الباردة. يقدِّم هذا الكتاب العلاقات الدولية بوصفها حقلًا دراسيًّا عالميًّا يعكس حقيقة التعدُّدية الموجودة في العالم، ويتجاوز المركزية الغربية التي طالما سيطرت عليه من خلال البحث في نظريات ومفاهيم ومناهج جديدة للعلاقات الدولية من داخل تاريخ وخبرات الأمم والجماعات التي سبق وهُمِّشَتْ من قبل.
يسعى هذا الكتاب إلى تقديم الخبرات التاريخية الإسلامية من منظور أكاديمي لدراسة النظم السياسية، وَفق اقتراب علمي منضبط، وهو المنظور الحضاري، وفي إطار نظري كلي كاشف لمرتكزات عمل وتطور نظم الحكم في تلك الحقب؛ وذلك في محاولة لتشريح وشرح الواقع السياسي -بمفهومه الواسع- للأمة الإسلامية على مدار أكثر من أربعة عشر قرنًا. وهي محاولة من العاملين في هذا المشروع البحثي لتلافي الوقوع في فخ إسقاط المعاصر على التاريخي -رغم تباين السياقات- الأمر الذي قد يشوِّه التجارب القديمة، أو على العكس: الوقوع في فخ تطويع التاريخي وتجميله ليتلاءم مع المقتضيات العصرية؛ الأمر الذي يحوِّل الخبرة التاريخية إلى مسخ بلا شخصية، لا همَّ لها إلا مجاراة الحاضر. وفى كلتا الحالتين نبتعد عن فهم تاريخنا بشكل موضوعي، بما فيه من إنجازات وسقطات، من قوة وضعف، ومن وحدة وتشرذم، تمامًا مثل أي تاريخ بشري تجري عليه السنن الإلهية من دورات صعود وسقوط، ويصبح الأهم هنا هو إدراك أسباب وتوقيتات الصعود، وأيضًا أسباب وتوقيتات السقوط. وينقسم تاريخ الأمة الإسلامية القديم إلى خمس تجارب رئيسية كبرى، يتناولها كتابان من هذا المشروع البحثي، يتم تناول ثلاثٍ منها في هذا الكتاب، وهي: العصر النبوي والراشدي، والعصر الأموي، والعصر العباسي. بينما يغطِّي كتاب لاحق تجربتي الدولة الأندلسية والدولة العثمانية. أما عن التاريخ الحديث، فسيتم تناول حقبة الدولة القومية الحديثة في أجزاء أخرى تالية بإذن الله.
تأليف: مجموعة من المؤلفين -------- كيف ولماذا تتجدد هذه الموجة من العداء ضد الإسلام والمسلمين في بعض بقاع العالم؟ وما الجديد فيها بعد عقد من ظاهرة الإسلاموفوبيا ومحاولات عولمتها؟ حول هذا السؤال ومحاولة تقديم إجابة عادلة عنه تدور موضوعات هذا الكتاب الخامس عشر من "أمتي في العالم". فحال الأمة والعالم بحاجة لدراسات معمقة لتحليل وتفسير حالة الكراهية للآخر -بصفة عامة وليس فقط تجاه الإسلام والمسلمين- والتي تتفشى اليوم حول العالم بشكل تشير الإحصاءات لتصاعده على نحو مقلق وخطير؛ وهو ما يحتاج إلى تضافر جهود مؤسسات علمية وبحثية عدة للتصدي له. ولأن الدراسة المعمقة تفترض أن نتناول الظواهر على نحو تفصيلي غير مخلٍّ بصورتها العامة، فقد آلى مركز الحضارة على نفسه -بحكم تخصصه في شئون الأمة والعالم الإسلامي ووضعهما في العالم- أن يقوم بدوره العلمي في هذا الصدد. فالإسلاموفوبيا التي تعرف بأنها حالة الرُهاب (الخوف غير المبرر) من الإسلام والمسلمين وتصل أحيانًا إلى حد الكراهية والعداء، هي ظاهرة سيكو-اجتماعية لها جذور تاريخية متعددة الأبعاد، ولكن الجديد في العشر سنوات الأخيرة (2010-2020) هو ازدهارها على نحو متسع في ظل تحولات عالمية وداخلية عدة توسِّع من مؤشراتها ومؤشرات توظيفها من قبل قوى ودول غربية وغير غربية!! يتولى هذا الإصدار من كتاب (أمتي في العالم) مهمة رصد تصاعد هذا العداء والهجوم بما فيه تلك الأبعاد غير المطروقة من ظاهرة الإسلاموفوبيا. *** عدد الصفحات: 538
تأليف: مجموعة من المؤلفين ************ تحرير: مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 2022. ************ تتحوَّل السيبرانية كلَّ يوم إلى واقع حالٍّ ومُحتل ومحوِّل للواقع الإنساني المباشر والمعهود. فقد أصبحت السيبرانية سمةً مميِّزة للعصر الحديث، بل أصبحت في بعض الأحيان تعمل بديلًا للبشر أو تحل محلهم في مجالات ومهن عدة؛ الأمر الذي يُحدِث تطورًا فارقًا في تلك المجالات نحو تحسين حياة البشر من ناحية، ومن ناحية أخرى ينذِر بخلق فجوات اقتصادية واجتماعية تزيد من مساحات اختلال العدالة على المستويات الفردية والجماعية والدولية.. فضلا عن التأثيرات الأخلاقية لتلك التطورات والتدخلات السيبرانية في حياتنا على مختلف المستويات. هذه الهيمنة المتزايدة لتكنولوجيات الفضاء السيبراني على حركة الإنسان، الذي أصبح مرتبطًا بها ارتباطًا لصيقًا، لا يكاد ينفك عنها، ولا تكاد تنفك عنه، سواء في الهواتف المحمولة أو الحواسيب أو الأدوات والآلات والابتكارات التكولوجية المختلفة التي يستخدمها الإنسان ويكاد لا يتصوَّر حياته بدونها ولا كيف كانت حياته سابقًا خلوًا منها، دفعت البعض إلى وصف إنسان اليوم بأنه ما بعد الإنسان The Posthuman، إذ صارت هذه الآلات وما تفرضه من أنماط حياتية جزءًا لا يتجزَّأ منا، وعندما نعتمد على ذكاء آلات هذا الفضاء السيبراني ووكالتها عنَّا في قضاء العديد من المهام، فإننا نتنازل عن طيب خاطر عن بعض قدراتنا في اتخاذ القرار للآلات، وهذا أمر تترتَّب عليه تغيُّرات شتَّى في طبيعة الإنسان والمجتمع والدولة، فلم يحدث من قبل في تاريخ البشرية أن قام مثل هذ العدد الكبير من الناس برصد وتسجيل وذكر تفاصيل كثيرة عن أنفسهم أمام مثل هذا الجمهور الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتدوين، وهذا الاستعراض والتلقِّي يؤثر على شخصية الإنسان وتكوينه وسرديَّته في نهاية المطاف. ************ عدد الصفحات: 540.
يقع الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية في قلب الصراعات المحورية التي توالت على العالم العربي وعوالم المسلمين لأكثر من قرن من الزمان. ومهما صعدت أو برزت أنماط مختلفة من الصراعات الأخرى -في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية- ومهما تعددت محاولات تورية هذا الصراع العربي الإسرائيلي عن أولويته وصدارته، بل وتصفية القضية الفلسطينية، تحت ضبابية التسويات السلمية وموجات التطبيع والتصهين الأخيرة... يظل هذا الصراع -عقيديًّا وقوميًّا وحضاريًّا ووجوديًّا- الصراع الأساسي الذي يتداعى -ويؤثر- على صراعات أخرى إنشاءً أو تفجيرًا وذلك مع محاولات إسرائيل المستمرة والمتراكمة لفرض "سلامها" وللهيمنة على المنطقة نظمًا وشعوبًا. ونحن في وسط موجة صاعدة أخرى من العدوان الإسرائيلي على المسجد ومصليه، فإن هذا الكتاب يعدُّ مساهمة في تجديد الذاكرة عن القدس والأقصى.
تأليف: د. حامد عبد الله ربيع ****************** لم تعد السياسة الخارجية صنعة الهواة، ولم يعرف الإنسان في تاريخه الطويل مرحلةً بلغت فيها إدارة سفينة التعامل الدولي ما بلغته اليوم من تعقيد. إن فهم الحقائق التي تحيط بنا -ولو في إطار محدود- في حاجة إلى حياة كاملة. ولا يجوز أن يخدعنا سماع أن أشخاصًا محدودي الثقافة والتاريخ العلمي، قدِّرت لهم القيادة العليا في مجتمعات عظمى كالولايات المتحدة أو الاتحاد السوفييتي! وذلك أن حول القائد في تلك النظم مجموعةً كاملةً من الخبراء، والسياسة القومية في تلك الدول لا تصنعها إرادة فردية، وإنما هي وليدة تقاليد ثابتة صاغتها مؤسسات قد لا تبدو واضحة للعيان ولكنها ذات فاعلية ثابتة. هذه الحقيقة تزداد خطورتها عندما نرتفع إلى مستوى التعامل الإيجابي، بما يعنيه من محاولة التحكم في الأحداث وقيادة سفينة الصدام الدولي، بما يفرضه ذلك من ضرورة بناء تصور واضح للأهداف وأساليب للممارسة، ليس في حالة النجاح فحسب، بل في حالة الفشل كذلك، حيث إن كلا الافتراضين -النجاح والفشل- يملك درجاته المختلفة. وتزداد الخطورة عندما يجد القائد نفسه وقد تعيَّن عليه أن يتخذ قرارًا سريعًا في عدة لحظات، وهو قادر -ذلك القرار- على أن يحدد مصير أمته ومصير نظامه لعدة أجيال. ************ عدد الصفحات: 700
تأليف: د. حامد عبد الله ربيع ****************** التطور السياسي... كلمة حديثة تدخل الفقه السياسي المعاصر من أوسع أبوابه، ولكنها لا تقتصر على أن تصير تعبيرًا عن إحدى كليات التحليل السياسي، بل ترتفع لتصير رمزًا للتقدم الرهيب الذي اجتازته الثقافة السياسية خلال ربع القرن العشرين. ************ عدد الصفحات: 189
حتى الحرب العالمية الثانية كان الحديث حول "المنهاجية السلوكية". في أعقاب الحرب العالمية الثانية بدأ الحديث عن "العلوم السلوكية"؛ حيث لم تعد كلمة السلوكية لصيقة بأسلوب التحليل، وإنما أضحت معبرة عن قسم من أقسام العلوم الاجتماعية أو قسط معين من المعرفة. أصبح هذا الاصطلاح رداءً يغطي ويحتوي ثلاثة أنواع من الثقافات: علم الاجتماع حيث يدرس الوسط الاجتماعي، وعلم النفس بحيث نجد تحليل الوجود المعنوي للفرد، ثم علم البيولوجيا حيث الوجود العضوي للإنسان، أو -بعبارة أدق- حيث نجد الدراسة النوعية لوظائف الأعضاء.
تأليف: د. نادية محمود مصطفى ********************************* في هذا الكتاب تقدم مؤلفته جرعات من السياحة الفكرية، تلتقي فيها الثقافات والقيم والأديان، والأقوام والأجناس والملل والنحل، مع الثروات والموارد الاقتصادية، والسياسات والاستراتيجيات الداخلية والخارجية، مع الحروب التجارية، والصراعات العسكرية، وبين سطوره تتلاطم مهاجمات ومقاومات، وتدافعات عديدة الألوان وتفاعلات غنية بالدلالات. تختط المؤلفة بهذا الكتاب دائرة تفكر وتأمل واسعة؛ تبدأ من الحاضر العالمي بتعقيداته المتزايدة، لتجُول في مفاصل التاريخ العالمي -وفي قلبه التاريخ الإسلامي- قبل أن تعود إلى نقطة بدئها؛ لكن بعد أن تكون حملت معها عبرًا ودروسًا ورؤى تحثُّ على مزيدٍ من التفكُّر.
تأليف: مجموعة من المؤلفين **************** في إطار النظر إلى النماذج التاريخية الثرية لدول الخلافة الإسلامية على مدار أربعة عشر قرنًا، كان لزامًا تناول خمس خبرات رئيسية كبرى بالدراسة والتحليل؛ لرصد ما قدمته من قيم ونظم ومؤسسات، ولفهم مكامن قوة وضعف هذه الدول، ولتبيان أهم القوى الحضارية الفاعلة فيها. وقد تم تناول أول ثلاث تجارب كبرى في الجزء الأول من كتاب النظم السياسية في التاريخ الإسلامي؛ وهي: الخلافة الراشدة مع العهد النبوي، والخلافة الأموية، وصولا إلى الخلافة العباسية. ويقوم هذا الجزء الثاني بمعالجة تجربتين من أهم تجارب المسلمين السياسية التاريخية؛ وهما: الدولتان الأندلسية والعثمانية؛ وذلك استكمالا لدراسة مرحلة ما قبل الدولة القومية في تاريخ النظم السياسية للمسلمين؛ وفي القلب منهم: العرب. ويشكل الكتابان (الجزء الأول والثاني) وحدة دراسية عضوية يكمل بعضها البعض الآخر، ليس فقط لكونهما يتعرضان لخبرات دول الخلافة الإسلامية الخمس الكبرى، أو لكونهما يستخدمان المنظور الحضاري لفهم وتفسير النظم السياسية لهذه الدول، وإنما الأهم أنهما يشتركان في رصد التجارب التاريخية للخلافة بوصفها وحدة حضارية كلية، وإن تمايزت كل تجربة في بعض المعطيات والظروف، لقد اشتركت جميعها -هوية وتشريعًا- فى الارتكاز على المرجعية الإسلامية الحاكمة. ومن هذا المنطلق، يتم تقييم ممارسات النظم السياسية وأسباب قوة أو ضعف هذه الدول؛ انطلاقًا من مدى قربها أو بُعدها عن تطبيق هذه المرجعية وتفعيلها. ولفهم التجارب السياسية في هذه الدول الخمس، تم الاعتماد على ثلاثية (المؤسسات - الوظائف - القوى) مع الانتباه لأهمية المتغيرات الثقافية؛ وعلى رأسها: الانتماء فكرًا ومعاشًا لمفهوم الأمة الإسلامية، وإن تحقق بطرق ودرجات متفاوتة. لذا لم يتم استبعاد التاريخ الاجتماعي، بل جرت الاستفادة منه -كلما أمكن- لفهمٍ أدق لمجريات التفاعلات السياسية وحياة الناس وأدوارهم في ظل دول الخلافة، والتي انضوت تحت رايتها شعوب ومجتمعات متنوعة. ********************* 636 صفحة.