حواديت إنݘيراح (الجزأ الأول): هذا الكتاب لك. لتملأ أوقات فراغ قصيرة. إن كنت في المطار تنتظر طائرتك أو كنت تنتظر دورك في البنك، مصلحة حكومية أو عند الطبيب. أعتقد أنك قد تستفيد من حواديتى. فقط مطلوب منك أن تفكر لمدة خمسة عشر ثانية بعد القراءة،فإحتمالية الإستفادة واردة بشكل لا بأس به. أتمنى لك قراءة مسلية ومفيدة
حواديت إنݘيراح (الجزأ الثاني): هذا الكتاب لك. لتملأ أوقات فراغ قصيرة. إن كنت في المطار تنتظر طائرتك أو كنت تنتظر دورك في البنك، مصلحة حكومية أو عند الطبيب. أعتقد أنك قد تستفيد من حواديتى. فقط مطلوب منك أن تفكر لمدة خمسة عشر ثانية بعد القراءة،فإحتمالية الإستفادة واردة بشكل لا بأس به. أتمنى لك قراءة مسلية ومفيدة
ذهب المزارع إلى مكتبة الديوان فرع الزمالك... اشترى جميع الكتب التى وقعت عليها عيناه... تؤلماه عيناه من كثرة ما قرأ ولكنه سيقرأمن جديد. لقد تحمس للقراءة خصوصا أنه وجد بين أرفف المكتبة بنت جميلة يفوح منها بادى سپلاش برائحة چاوز الهند... هـذا إنتاج ڤيكتوريا سيكريت بلا شك ! لقطة سينمائية جمعت بين المُزارع و البنت و أرفف الكتب ! أترك لكم حرية تخيل تلك اللحظة...فهى لقطة كليشيه معروفة! اقتربت منه البنت - هو لم يفكر حتى فى إلقاء التحية حيث أن سجِل خبراته فى هذه المواقف بالذات حافل بالإخفاقات- و قالت له: ممكن تورينى الكتب اللى إنت اشترتها؟ لم ينطق المسكين وناولها كومة الكتب : "البيان و التبيين فى أكل چاوزة هند أو جاوزتين" "زهر الآداب وچاوزهند الألباب" "تصنيع چاوز الهند بين الوهم والخيال" أعادت إليه الكومة دون أن تنظر إليه و هى تتمتم " برضو مش موجود " ضَحِكْتُٰ كثيرا حينما رأيته يضم شفتاه و يحركهما يمينا و يسارا فى سرعة يحسد عليها مثلما تفعل النساء الشعبيات علامة على خيبة الأمل و الوكسة المتوقعة ! كانت البنت قد استدارت تاركة المزارع و هو يحمل كتبه فى لحظة بلاهة و سكوت. دار فى خياله السيناريو الأمريكى الأشهر على الإطلاق: ستقع فى حب فتاة وجدتها بين أرفف المكتبة أو قابلتها صدفة فى المصعد و انقطع التيار الكهربائى ( وهذا السيناريو هو الأرجح فى مصر) ثم تقابلها صدفة فى إحدى الكافتيريات! أو أن أول لقاء كان أكبر سوء تفاهم فى التاريخ تطور بقدرة السيناريست إلى أكثر قصة حب " إلتهابا" ! قرر أن يسألها عن اسم الكتاب اللى " برضو مش موجود". ردت بسرعة " كوكونت سوترا" ....فبُهتَ الذى زرع ! سوترا سوترا؟! ... أنا سمعت الكلمة دى فين قبل كدة ؟ آه سُترة النجاة ! قد أجد فى هذا الكتاب حلاً لما أنا فيه! قرر المزارع مرة أخرى- فهو دائما يحتاج إلى إتخاذ قرارات قبل التعامل مع البنات - أن يسألها: يبدو أن هذا الكتاب موسوعى حقا، هل فيه كل المعلومات عن چاوز الهند؟ التفتت البنت إليه و قالت بلهجة راقية إبراهيم " بالطبع لأ" ! لن يمكنك تعلم كل صغيرة وًكبيرة عن الشىء نفسه من مصدر واحد ! واضح إنك لازم تبدأمن الأول " كوكونت فور دامييز" ، عن إذنك ... و رحلت البنت قبل أن تبدأ قصة الحب المزعومة ! لمذا يشعر بهذا الشعور كلما رآها؟ هو لا يشعر بسعادة فقط و إنما يملأه إحساس غير موجود فى اللغة كى نصفه ! إنه إحساس ... (و حاولوا التركيز معى لعلنا نتخيله)بالزهو و الفخرمع كثير من الرضا و لمسة من خيلاء ... لمسة بسيطة لا تصل إلى حد الغرور. يشعر بنفس شعور زير مملوء عن آخره بالماء! كيف يشعر الزير و الماء يكاد يفيض منه. لم نر زيرا كهذا قط! دائما يكون الزير نصف مملوء لا يقلق على فقدان ما به من ماء كما أنه لم يشعر يوما بالامتلاء ! شجرته الجميلة كانت و ستظل - رغم كونها سببا لكثير من مشاكله- هى الشىء الوحيد الذى يفصله و يميزه عن بقية المزارعين ، هؤلاء الذين لا يهتمون سوى بزراعة ما هو رائج! ………… خرج من السيارة شاب جميل الشكل، طوله أكثر من المتوسط و شعره بنى ناعم. - صباح الخير - صباح النور - المكان اللى إنت قاعد فيه دة حلو أوى... تروپيكال جدا ! …….- - أنا عايز أأجر المكان دة أعمل فيه حفلة و أجيب ناس. لم يخطر ببال مزارعنا يوما أنه سيتاجر بظل الشجرة و ليس بثمارها!!! .... -ف الحقيقة .... أنا.... - مش مهم عندى الفلوس.... اللى حتطلبه حتاخده .... قولت إيه! - قلت يرزق من يشاء بغير حساب - أفندم ؟ - طب سيبنى أفكر شوية... أنا مش عامل تسعيرة. - إزاااااى.... كل الأمبيانس دة و مش عارف تستثمره.... مش مصدقك! - لأ...صدق يا..... - فرجانى ..... إسمى فرجانى..... بس قوللى يا ڤيرجو ! تبريقة تلتها تبليمة .... تلك كانت ردة فعل صديقنا المزارع. استبدت الحيرة بالمزارع. كم يكون ثمن ظل شجرته؟ الظل لا سعر له. هراء كل شىء له سعر. ألا يتقاضى منك السايس ثمن زفيره عندما يصفر لك من بعيد بينما تخرج بسيارتك من مكان يكفى ثلاث بلدوزرات؟ ألا يتقاضى لاعب التنس ملايين مملينة فقط كى يرتدى حذاء مطاطيا ليمر به أمام الكاميرات؟ ألا تدفع أنت الكثير نظير هدية ثمينة لتنعم بابتسامة صفراء مدتها ٣ ڤيمتو ثانية من شخص تعلم يقينا أنك بالنسبة له مجرد رفيق المرحلة؟ إذا يجب أن يكون للظل ثمن. و كلما ارتفع ثمنه زاد الاقبال عليه و تحول إلى حلم ينشغل الناس لتحقيقه! -أنا عاملة خطوبتى تحت شجرة چاوز الهند و الكيترينج من Le Pacha -آه يا عم إمبارح كنت ف الحفلة بتاعة چاوز الهند... عايشين الدور... مش أى حد يقعد تحتها...... عايزين يعملوا للمكان اسم مع إنه عادى....بس بصراحة أنا بانبسط هناك ...مع إنى بقولك عادى.... بس تقول إيه!أهى هوجة ! - ڤيرجو.... زى ما انت شايف إن شجرتى غير أى شجرة... لونها أخضر مزهزه... حتى چاوزالهند اللى فيها مقاسه كله زى بعضه. كل شىء مدروس... أنا قريت كتير واشتغلت كتير ع الموضوع دة . أنا شايف إنى أعمل السعربالفرد مش بالحفلة. - مش حنختلف...هاه... بكام الticket - ٥٥ دولار. - ٣٩٠ جنيه...نقول ٤٠٠ - انت مركز يا ڤيرجو.... أنا قولت دولاااااار! - ليه يعنى.... على رأى اللى قال " طب هيواى " s: - حقولهالك تانى يمكن تفهمنى . لا الشجرة دى أى شجرة و لا اللى زرعها أى مزارع. دة سعرى وإسأل برة ! - تمام تمام ، قولتلك الفلوس مش فارقة... انا بس حتة الدولار دى هنّجتنى ... بس عادى دولار تلاقى يورو كمان تلاقى. - أحجزلك على يوم إيه كدة. - بعد بكرة على طول .... - آه ....بس... دة وييك أند! - فهمتك... - على خمسة و سبعين - شكلك ما يجيبش كل الشطارة دى... إيه يا عم ؟ و كمان معلمينى أوى " على " ٧٥ ! ١٠ ڤيمتو ثانية صمت - أشوفكوا بعد بكرة ... إنتوا حتبقوا كام؟ - نفس العدد اللى حيقدر يغيّر ف الصرافة ؛)... يالله ...أشوفك. - يا سيدىsee you! و افترق الرجلان و بدأ المزارع يعيد فى خياله سيناريو قصة بائع اللبن ! انتفض فجأة عندما وصل إلى لقطة إنسكاب اللبن و تمتم قائلا : أعوذ بالله ... ما بلاش تشاؤم... كله حيبقى تمام.... أنا أصلى أستحق كل خير. ……. - بص بعينيك حتشوف الواقع . لكن الحقيقة هى اللى ماتتشفش بالعين؛)...... -....... - يالله فُك كدة و قول بحبك يا موكوسة... عشان أنا لازم أستنى قبل ما أقول بحبك يا مزموزى؛) - مش بالظبط... ..... ضحك المزارع ضحكته الحلوة وذهب مع فتاته التى "يراها" حلوة؛ و إنتهت قصتى الحلوة اللى كان لازم تنتهى نهاية حلوة عشان ماينفعش الحياة تبقى مرة و الحدوتة مش حلوة:) إنتهت القصة على كدة....ويمكن تكمل