استعراض رواية في عالم موازي

عرض: رامي أبو راية

في عالم مواز هو عنوان الرواية الصادرة عن منصة كتبنا للنشر الشخصي، تأليف الكاتبة ريم الأنصاري، تنتمي الرواية إلى الأدب الواقعي، قد تبدو لك من الوهلة الأولى أنها صرخة نسوية في وجه مجتمع ذكوري، إلا أن هذا العمل الأدبي يعتبر بمثابة صيحة للمجتمع بأسرة، وجرز إنذار لكل أسرة وبيت يضم تحت سقفه رجال ونساء أزواج وزوجات أخوة وأبناء، ينبههم من أجل أن يصحوا ويفيقوا من غفوتهم، التي سلبتهم حياتهم الأساسية الحقيقة مقابل حياتهم في عوالم موازية، أو افتراضية على شبكات التواصل الاجتماعي لنشبع ما ينقصنا داخل أنفسنا ويعوضنا عن احتياجتنا الخارجية، فمن خلال حكايات تصف علاقات الأزواج ببعضهم، والأبناء والأقارب والأصدقاء بهم، تتكون لدينا في توازن وتناغم حكاية أساسية واحدة، داخل إطار من التشويق والغموض والإثارة، نرى كثير من المشاعر والأحاسيس النبيلة والدنيئة، تمكنت الكاتبة ريم الأنصارى من عرضها بلغة سردية راقية، وبنية درامية متماسكة، تروي لنا قصة سلمة بطلة روايتنا، الفتاة الجميلة المفعمة بالحياة والأشراق، التي أحبت وضحت بعملها وشغفها من أجل طارق زوجها الذي وقع في غرامها من النظرة الأولى، ولكن بعد أنجابها آدم يتبدل الحال وتكتشف أن كل ما فعلته كان هباء وأنها أصبحت كائن بلا أهمية أو قيمة بعدما سلبت منها شخصيتها وصارت تابعة وأثيرة لشخص أناني لا يرى إلا نفسه وشهواته ونزواته العاطفية، مما أصابها بالذبول والموت البطيئ، ولولا صديقة عمرها أمينة لكانت أنهت حياتها منذ زمن، أما طارق رجل الأعمال الناجح يرى أن سلمى هي من بدأت بالإهمال وعدم الأهتمام بعدما أنجبت آدم وأصابها هوس الأمومة، ورغم كل هذا كانت حياة الجميع مستقرة بكل خطاياها وطهرهها، ونجاحاتها وإخفاقاتها، حتى تنفجر الأحداث بتغيب سلمة عن البيت دون سابق أنذار، ومع تحقيقات رجال المباحث يأخذ الأمر منعطف آخر هل هو هروب أم أختفاء؟ وتبدأ أصابع الاتهام تشير لبعض الأطراف ممن تحوم حولهم الشكوك والشبوهات، لتظهر أسرار كانت مخفية، ووقائع كانت منسية، وتنجلي أمور كانت مبهمة، وتفتح أبواب كانت موصدة، لنصطدم بحقيقة مؤلمة أننا غفلنا عن حياتنا الأساسية بحياة أخرى في عالم مواز.