عرض رواية حلقة وصل

Sep 30, 2020

عرض: رامي أبو راية

رواية حلقة وصل الصادرة عن منصة كتبنا للنشر الشخصي، وهي باكورة أعمال الروائي عبد الرحمن العماري، يمكن وصفها بأنها من نوعية الروايات متداخلة الأنواع الروائية، فلك أن تصنفها على أنها من نوعية أدب الخيال العلمي، وأدب الرعب النفسي، وأيضا أدب الإثارة والتشويق، كما أنها لا تخلو من الحكايات العاطفية، لذا كان العنوان الأفضل لها حلقة وصل الذي وفق المؤلف في أختياره ليكون دال على الحبكة التي قامت عليها الرواية التي تضم بداخلها تسع قصص جعل المؤلف الخمس قصص الأولى منهم منفصلين متصلين بحلقة يذكرها لك في نهاية الحكاية، فكل قصة تحكي حكاية سواء عن بطل القصة أو أشياء مثيرة حدثت في العالم خلال هذا الوقت، ولكل قصة أبطالها الذين يحاولون أن يعيشوا حياتهم الخاصة مواجهين العقد المختلفه التي تحكيها قصتهم، ولكن تعقيد الحبكة جعل الشخصيات المتعددة في الرواية معتمدين على بعضهم البعض رغم تعدد الأماكن والبلدان وأختلاف الأزمان، إلا أن حلقة الوصل جمعتهم جميعا ليتاقطعوا ويتشابكوا فيما بقى من قصص الرواية في نسيج محكم يكمل لك جميع الحلقات الباقية في القصص المنفصلة التي جاءات في النصف الأول من الرواية.

تبدأ الرواية بقصة دكتور حسين خورشيد الذي عاد إلى مصر عام 2018 بعد غايب أستمر لسنوات طوال والذي يخبرك حديث نفسه أن هناك شيء مريب يحوم حوله مما جعله يغشي العودة إلى مصر مرة أخرى إلا أنه كان لابد من عودته ليلتقى بشخص يدعى إياد الفارسي.

لتبدأ القصة الثانية والتي تقع أحداثها في مصر عام 2017 وبطلها إياد الفارسي ذلك الشاب المطرف الذي لا يعبأ بشيء في حياته غير ملذاته ونزواته النسائية حتى يقع في حب ماريهان طوسون سليلة الحسب والنسب التي أستطاعت بشخصيتها الرقيقة وحبها الكبير له أن يعيد التفكير مرة أخرى في شكل حياته العبثية بعدما كاد عبثه أن يضيعها من يده طيل ما بقى من عمره مما جعله ينهار مغشي عليه أمام عينيها.

لننتقل بعدها إلى القصة الثالثة في الرواية والتي تقع أحداثا في مصر عام 1980 وبطلها خالد عطية أبو راس ذلك الشاب الجامعي المتعثر في دراسته رغم ثقافته وعلمه، الناقم المتذمر على حياته الفقيرة الرثة البائسة التي يعيشها هو وأمه وإخوته البنات، ورغم ما يتمع به من بعض الصفات النبيلة من حب وجود وكرم إلا أن طموحاته الكبيرة التي لم يتيسر له تحقيقها جعلته شخص حاقد على كل من حوله رافضا حياته وأسمه وشكله للدرجة التي جعتله يتواصل مع الصحف بأسماء مستعارة حتى جاءات له مكالمة كانت وراء تغيير القادم من حياته بشكل لم يكن يتخيله حتى ولو تمناه في نفسه.

لتأتي القصة الرابعة التي تقع في نفس العام ولكن في محافظة الزقازيق وبطلها هو الدكتور رضا زيدان نائب الطب النفسي في مستشفى الزقازيق الذي تخرج عام 1975 بتقدير إمتياز ورغم درجاته ومهاراته الفائقة في التملق والإقناع إلا أنه لم يوفق كبقية زملائه في التخصصات الأخرى في أن يجني مثلهم الأموال سواء من فتح عيادة خاصة أو الإعارة لأحد دول الخليج حتى أصابه اليأس بعد أن دق كثيرا من أبواب أساتذته لعله يحصل على فرصة عمل في عيادة أحدهم وينتشل من تلك الوظيفة الرتبة في المستشفى التي لا يعبأ بها أحد سواء من زملائه الأطباء أو حتى من المرضى المترددين على المسشتفى العام، فقرر النزول إلى القاهرة وأن يعمل أي شيء آخر غير ممارسة الطب النفسي الذي لم يجني منه أي شيء يذكر ليكون على موعد مع فرصة العمر التي لاحت له من بعيد وبإستخدام مهاراته وأسلوبه الذي يشعرك أنه يعرف كل شيء تشبث بالفرصة التي ستغير مجرى حياته مائة وثمانون درجة.

أما القصة الخامسة التي تقع أحداثها في رومانيا عام 1980 في ظل حكم أعتى الحكام قهرا واستبدادا الزعيم نيكولاي تشاوشيسكوا الذي حكم شعبه بالحديد والنار، وبطلت هذه القصة هي الدكتورة ماريتا بيتريسكو طبيبة علم النفس التي تعمل أستاذة ومحاضرة للفلسفة بعد أن تم تجريم ممارسة الطب النفسي في البلاد لأن الحكومة بحزبها الشيوعي رأت أن الأطباء النفسيين يمارسون شعوذة وليس علم، إلا أنها وبعض العلماء المخلصين الذين كانوا ضد هذا الحكم الشمولي القمعي ومن ضمنهم زوجها الدكتور جريجور زيمبريان أستاذ الكمياء كانوا يعملون سرا على بحثهم الذي يجهزون فيه تصنيع ما قد يغير وجه العالم ويجعل الإنسان يقفز فوق حواجز واقعه ويرتقى فوق قمة الحاضر ليبلغ أكوانا يجسدها لنفسه عبر العصور، عشر سنوات يعمل الزوجان بعيدا عن أعين البوليس السياسي الذي لا يسمح إلا لأفراده فقط ممارسة الطب النفسي ليستطيعوا كشف المارقين من الشعب الروماني، ورغم التضيق العلمي والأمني نجح الزوجان وفريقهم في التوصل لتصميم جهاز تشبه فكرته أجهزة المنظمات العصبية التي تعمل على علاج مرض الآلزهايمر ومن يصابون بنوبات الصرع، ولكن كان عليهم أن يحولوا أبحاثهم من طور النظريات والإفتراضات إلى طور النتائج الذي يحتاج إلى تصنيع الجهاز وهذا ما لا يستطيعون فعله لذلك لم يكن أمامهم غير خيار يصعب على أي باحث فعله وهو أن يعطوا أبحاثهم ونتائجهم لعلماء غيرهم خارج البلاد يستطيع أن يقوموا بتصنيع الجهاز وتطبيقه وتجربته على بعض الأشخاص للتأكد من نجاح أبحاثهم فوقع الاختيار على الدكتورة جورجيت فرج التي ستزور البلاد مع وفد رسمي قادم من أمريكا.

القصة السادسة

الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980

تعود الدكتور جورجيت فرج من رحتلها ومعها الأوراق البحثية التي أعطاها لها أحد زملاء الدكتور ماريتا خلال المؤتمر الذي عقد في رومانيا، وهي أمريكية من أصول مصرية تعمل طبيبة نفسية وباحثة شهيرة في مجال طاقة الإنسان وبعد أن تخطت عدم إستيبعها لم حدث في رومانيا أطلعت على الأوراق البحثية لتجد أنه بحث علمي يستحق أن يحظى بالتجريب للتأكد من صحة نتائجه ولكن كان مشكلتها أنها لو قامت بإجراء الأبحاث بدعم من الحكومة سوف ينسب للأمريكان في حال نجاحه وإذا قامت هي بإجراء التجراب بشكل مستقل قد يضعها هذا تحت طائلة القانون فكان القرار أن تقسم تنفيذ البحث على جزئين الجزء المتعلق بتصنيع الجهاز سوف تقوم به في أمريكا وتستعين ببعض الزملاء والأصدقاء الثقات أم الجزء المتعلق بتجربة الجهاز على أحد الأشخاص كان عليها أن تختار بلد لا تهتم السلطات فيها بالتجارب العلمية أو الراقبة عليها.

 القصة السابعة

مصر عام 1981 كانت هي البلد التي وقع أختيار دكتورة جورجيت عليها لتستكمل تجريب الجزء الثاني من البحث وتذهب إلى جامعة القاهرة وتلقى محاضرة هناك عن طاقة الإنسان في حضور لفيف من أساتذة الطب النفسي في الجامعة وأيضا الطبيب الشاب رضا زيدان الذي علم من خلال الجرائد عن حضروها فذهب ليحضر لعلها تكون فرصة أن يقدم لها نفسه ويستطيع تملقها أو التحايل عليها بأنه يعرف كل شيء لعلها تعجب به ويحصل من خلالها على منحة دراسية إلى أمريكا ولكن ما كان ينتظره هو أنها أستطاعت كشفه ورغم ذلك إستعانات به في تكوين فريق بحثي واختيار متطوع يتم عليه التجربة ليقع الأختيار على خالد أبو راس بعد أن توصل إليه دكتور رضا واستطاع أن يقنعه بقدرته بأن هذه التجربه سوف تحقق له أمانيه ولكن قبل أن تظهر نتائج التجربه قامت السفارة الأمريكية باستدعاء الدكتورة جورجيت وطلبت منها أن تغادر مصر فورا لأن حياتها وحياة كثير من الرعايا الأجانب قد تكون في خطر وبالفعل سافارت ليقع بعد سفرها بأيام قليلة اغتيال الرئيس السادات.

وحينما نصل إلى القصة الثامنة التي تقع أحادثها في 1982 تتسارع الأحداث لتتعقد أكثر وتتشابك جميع شخوص الرواية لتجتمع كلها في هذه القصة أي ما كان مكانها أو زمانها ونجد أن خلال سرد هذه القصة المتلاحقة المنفصلة المتصلة أن لدينا بطل لهذه الرواية يقابله بطل ضد يتصارعان مع بعضهم البعض لتنكشف لنا معلومات كانت مستورة عنا في السطور السابقة من الرواية وبعد أن يحتدم الصراع وتفشل كل المحاولات في إنهائه وأنقاذ طرف من أطرافه يأتي ختام الرواية بنهاية غير متوقعه أو لنقل بنهاية ممتدة تنبأ بإستمرار الصراع.

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق