لمن يكتب الكاتب؟

Dec 04, 2020

لمن يكتب الكاتب؟ بقلم رامي أبو راية

هناك فريقين أجاب عن هذا السؤال، ولكل فريق منهم رأي عكس الآخر، فالفريق الأول يرى أنه يكتب لذاته من أجل التنفيث عن أفكاره .. وبالتالي هو متحرر من كل الثود والأعراف، اما الفريق الثاني يرى أنه يكتب للناس أولا وأخيرا، وعليه يجب مراعاة المتلقى لأنه الرقيب والمقيم.

ولكن نحن نرى أن الإبداع يمر بمرحلتين

أولا: المرحلة الداخلية

وهي شخصية جدا يعبر فيها الكاتب عما في نفسه لنفسه ليرضى نفسه وحده، وهذه مرحلة المخاض لا يمكن للكتاب أن يكشف عن بعض جوانبها لأنها مرحلة الخلق والتخلق والتشكل.

ثانيا: المرحلة الخارجية

وهي مرحلة الحرفة والصنعة، يقوم فيها الكاتب بعميلة التهذيب والتشذيب .. والإضافة والحذف، وتحديد الملامح الخارجية للنص، وهنا يتم استحضار القارئ الذكي الذي يلتقط الحقائق بعقله ويتعامل مع النص بأحاسيسة وفكره.

لذلك لابد أن يكون في قاع ذهن كل كاتب إحساس بأنه يخاطب جمهورا .. وهذا الجمهور مكون من طائفتين

الأولى: كل من سبقه وعاصره من كبار الكتاب بمختلف الجنسيات .. وكأنه في نادي يضمهم جميعا .. فتزول الفوارق بين الأجناس واللغات والشعوب، ولا يبقى إلا النفس الإنسانية العامة في كل زمان ومكان.

الثانية: هي قومه الذين فيهم مولده وموته، فالكاتب الذي يستحق البقاء هو من يندمج ويذوب في عجينة مجتمعه، فإذا تم هذا الإندماج استقام للكتاب من حيث لا يدري الأسلوب الذي ينفذ به إلى قلوب قومه، وهذا ما يسمى بالمشاركة الوجدانية بين الكاتب والجمهور.

المصادر

الكاتب: يحيي حقي

الكاتب: فؤاد قنديل

مواضيع متعلقة

التعليقات

  • Admin

    26 Dec 2020

    جميل جداً يا أستاذ رامي .. كتاباتك دائماً مُلْهِمَة

إضافة تعليق