الذاتية وأثرها في تطور الرواية العصرية

Jan 31, 2021

يقول الروائي الألماني "توماس مان"

إن الفن هو استخدام أقل حجم ممكن من الحياة الخارجية من أجل بعث أعنف حركة ممكنة في الحياة الداخلية، لأن هذه الحياة الداخلية هي في الواقع موضوع اهتمامنا.

فليست مهمة الروائي أن يقص علينا أحداثا عظيمة، بل أن يجعل الأحداث الصغيرة مثيرة للاهتمام.

فجعل الأشياء مثيرة للاهتمام هو السر الذي يمكن القصاص من القدرة على تحويل شيئا كان ينبغي أن يكون مملا إلى شيء طريف يجعل القارئ يستمع مبهور الأنفاس لشيء هو في حد ذاته قليل الأهمية.

فعندما انفصلت الرواية النثرية عن الملحمة الشعرية سلك فن السرد سبيل التطور نحو النظر إلى الأشياء نظرة ذاتية، ليرقى بالرواية القائمة على المغامرات، إلى رواية ترتفع بالأشياء الصغيرة والبسيطة إلى المستوى الروحي.

وربما كان من الجرأة أن نقرر بشكل قاطع أن الانتقال إلى الرواية النثرية كان يمثل نهضة ورقيا في دنيا القصة، فقد كانت الرواية في المقام الأول تطويرا معقدا وغنيا للمحلمة التي تلتزم بقيود أشد، ولكن كان للرواية إمكاناتها الكامنة فيها، بصورة تسمح لنا بأن نقول أن الملحمة هي مجرد سابقة مهجورة للرواية.

ويتوافق "توماس" في رأيه هذا الذي ذهب إليه مع أستاذة الفيلوسوف الألماني "أرثر شوبنهاور" فقد عبر عن نفس الفكرة بقوله "إن الرواية ترقى وتسمو بقدر ما تمثل من الحياة الداخلية لا الحياة الخارجية" فجودة الرواية تتناسب باضطراد مع تصويرها للعلاقة بين هاتين الحالتين الخارجية والداخلية.

فالميزة الرئيسية للرواية هي طبيعتها الديمقراطية، سواء من ناحية الشكل أو من ناحية الأفكار، وبذلك تستطيع أن تعبر عن الحياة العصرية، بما فيها من انفعالات اجتماعية ونفسية.

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق