ريفيو ديوان رهان

يعد ديوان "رهان" للكاتب عوض محمد الهمامي، والصادر عن دار "كتبنا" للنشر والتوزيع، من الكتب الصغيرة والغنية بالقصائد الجميلة والتي تعبر عن مكنونات النفس والمشاعر المختلفة، يتنوع خلاله الكاتب في قصائده بين مشاعر الحب والفراق والرحيل.

أهم ما يميز كتابة الشاعر عوض محمد الهمامي في هذا الديوان هو مقدرته الواضحة على المزج ما بين واقعية الكلمات والمعاني من ناحية ورمزية اللغة الشعرية المتخيلة، باستخدام الكلمات والتعابير المألوفة لعامة القراء في جميع قصائد الديوان عامة، بهدف عدم إرهاق القارئ في البحث عن معاني الكلمات في المعاجم اللغوية المختلفة.

رهان هو اسم الديوان وقد فاز الهمامي برهان تقديم تجربة شعرية مختلفة تلمس الوجدان، حيث تميز قلمه بالسهولة والليونة وثراءها بالمشاعر المختلفة.

كذلك استطاع الشاعر التخلص من تأثير الأساليب القديمة على شعره فنراه شاعرًا محلقًا في خيال الرقة والعذوبة والرومانسية، خاصةً في أسلوبه ورقة كلماته، ما خلق له صوتًا شعريًا مميزًا، ونلمح ذلك في العديد من قصائد الديوان ولنتأمل هذه القصيدة الرائعة، تحت عنوان "أنتِ سيدتي":

بدأت تعود إليَّ ذاكرتي

وعرفت أنك أنت سيدتي

أرجوك سيدتي لا تسفكين دمي

لا ترسمين حظوظ النحس في نجمي

ها قد رجعت إليك منهزمًا

في حضرة الحب دومًا ينحني هرمي

فلترقصي فرحًا

فلترقصي طربًا

فلترقصي

إن رأيتي

الحب منتحرًا

بدأت تعود إليَّ ذاكرتي

وعرفت أنك أنت سيدتي

وعرفت أشياء وأشياء

وعرفت إني كنت إنسانًا

وعرفت أنك بالهوى وطني

وتأخذين زهاء النصف من زمني

وتأخذين دموعي وابتساماتي

وأنت سر جودي وسر إثباتي

وعرفت أنك سيدتي

عودي إلى زمني

لا تبخسي ثمني

لا تقتلي أملي أو تحرقي جملي

فأنتِ مرحلتي وأنتِ مشكلتي

وأنت مقصلتي حقًا وسيدتي