ريفيو الوجه الخجول وتمثال الشمع

Apr 17, 2022

الوجه الخجول وتمثال الشمع هو عنوان الرواية الصادرة عن منصة كتبنا للنشر الشخصي، تأليف الدكتور علاء ذكي. رواية واقعية لملحمة تراجيدية بكل ما تحمله الكلمة من دلالة ومعاني، لما توافر فيها من عناصر المأساة التراجيدية، من خلال أحداثها وقصص أبطالها التراجيديين، في إطار من الإثارة والتشويق والغموض والعلاقات المتشابكة بأحداث محبوكة. رواية بها الكثير من العشق والحب، وكثير من البغض والكره والحقد، تجد فيها تجسيد للحب الأفلاطوني والعذري، كما تجد فيها تجسيد لصور الانتقام والتشفي والتعاطف المكذوب المزعوم ، لترى مجتمع من البائسين الخانعين المشوهين، يتحول فيه الملاك إلى شيطان والشيطان إلى ملاك، وتتبدل فيه الأدوار ليصير الجاني مجني عليه، والبريء مذنب والمجرم ضحية. تكشف لك الرواية عن جوانب من عوالم خفية، للمجتمع السفلي الموحش المخيف، وما يحدث فيه من ممارسات إجرامية ولا أخلاقية، كما تتناول المجتمع بكل أطيافه وتراكيبه وشخوصه المريضة المتعددة، سواء أكانت كم مهمل أو شخصيات تستمتع بإيذاء الآخرين، أو إزعاجهم، أو شخصيات مصابة بجنون الاضطهاد يبحثون دائما عن أخبار المصائب والكوارث ليتلقفها المتشائمون فينصبوا صوان البكاء والعويل، كما تكشف لك عن دور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في تزيف الحقائق وتضخيم القضايا وتلفيق الأحداث وتوجيه الرأي العام. كما تتعرض الرواية للعديد من الصراعات داخل هذا المجتمع الهش المزيف، الذي يمارس معظم حياته في السر والخفاء، فنرى صراع الأجيال بين القديم والجديد، وصراع الطبقات، وصراع المفاهيم والتوجهات، والصراع بين التشدد والاعتدال، والإفراط والتفريط، والحرام والحلال، والصواب والخطأ، والحق والباطل، والتطور والجمود، بما في كل هذا من خير وشر. لترى من خلال كل هذا حقيقة ماضي مؤلم ينذر وينبئ بمستقبل مخيف ومفزع تستمر فيه متوالية الاعتداء وتوارث الجرائم والأخطاء، ترى في هذه الرواية المجتمع وقد تعرى أمام نفسه وتكشفت عوراته أمام نفسه، وعواره في النظر والحكم على الأشياء والأمور والأشخاص. رواية بها الكثير من الأشخاص والقصص والأحداث تصل بك نهايتها إلى تذكر بيت الشعر الذي قاله الأصمعي: مساكين أهل العشق حتى قبورهم.. عليها تراب الذُل بين المقابر. كما بها كثير من الرموز والمعاني المباشرة والغير مباشرة التي تم أسقاطها على واقع هذا المجتمع الذي نعيش فيه. ------ تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الشباب الجامعي يقع لهم حادث مروع في أحد المناطق النائية بالمقطم بالقرب من سفح أحد الهضاب المرتفعة . و يصبح الحادث قضية تهز الرأي العام بعدما أثارتها وسائل الإعلام المختلفة محلية وأجنبية وتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، ليصلت عليها الضوء، وتحظى باهتمام كبير، ويكثر عنها الكلام والافتراضات والاتهامات وتتعدد التساؤلات، هل هم مجموعة من عبدة الشيطان؟ أم مجموعة من تجار الأعضاء؟ أم مجموعة من الشباب المنحرف الذي اعتاد ممارسة الرذائل من جنس وإدمان المخدرات؟ يتهم والد أحد الضحايا الذي لقا مصرعه في الحادث باقي الشباب بقتل إبنه، ويطلب محاميه بالحق المدني بتوقيع أقسى العقوبة عليهم، في الوقت الذي لا يجد فيه هؤلاء الشباب من يدافع عنهم من أجل تبرئتهم وكشف غموض تلك القضية المتشابكة متلابسة الأحداث. لتظهر فجأة في قاعة المحكمة محامية شابة تطوع من أجل الدفاع عنهم، بل وتطالب بضمها وضم أثنين آخرين لتلك القضية، الأول يرقد في غيبوبة، والثاني هو المتهمون بقتله!!. يستمر الفريق الطبي المعالج لهم في خوض صراعات لم يكن له قبل بها، سواء مع الاستشاريين في المستشفى أو داخل ساحة القضاء، فقد جاهدوا للاستبقاء على حياة الشباب ومحاولة معرفة نوع المخدر الذي احتواه أجسادهم، و معرفة هل تلك الغيبوبة التي سقط بها الشباب عضوية أم عقلية، كسجن اختياري بسبب صدمات نفسية عنيفة عاطفية أو اجتماعية قد تعرضوا لها. كل هذا والحقيقة ما تزال مشطورة وتحتاج من يجمعها لتكتمل الصورة، ونعرف هل البطل جاني أم مجني عليه؟ فقد تضاربت عنه الأقوال والآراء والأوصاف بين من يرى أنه فاشل مستهتر ماجن، وبين من يراه شاب مهذب متدين رياضي ناجح .. مما اضطر أثنين من أصدقائها أن يتورطوا في الأحداث بحثا عن الحقيقة ليقودهم البحث إلى عوالم سفليه وعلاقات مشبوهة. تتكرر الحوادث في المقطم حريق في المستشفى يتبعه حريق في أحد الأماكن المشبوهة في تخزين الخمور المغشوشة، ليلقى بعض الأشخاص مصرعهم هنا وهناك!! وتتعقد الأمور أكثر ويزداد الغموض أكثر، ويظهر على ساحة الأحداث أشخاص يطاردون أشخاص آخرين من أجل أخذ أشياء في حوزتهم أو التخلص منهم. يعقد مؤتمر إعلامي لوزارة الداخلية لتكشف فيه عن بعض ملابسات القضية، وفي أثناء كلمة المتحدث الرسمي باسم الوزارة تحدث مفاجأة من العيار الثقيل. كل هذا ولا يزال الشباب غارق في غيبوبته لا يعرفون شيء عما يحدث من حولهم، ولا يعرف أحد حقيقة ما حدث لهم، ولا حقيقة شخصياتهم، فالحقيقة الكاملة للحادث والأشخاص حبيسة عقولهم، هم وحدهم يعرفون سبب ذهابهم وتجمعهم في هذا المكان النائي الموحش، ونوع العلاقات التي ربطت بينهم، ومن الذي ورطهم في كل هذا. حاولت المحامية أثبات براءة الشباب الراقد في الغيبوبة بسماع شهادة الشاب الذي أصيب بصدمة عصبية حادة، لتحدث مفاجأة جديدة داخل قاعة المحكمة، وتصبح حديث وسائل الإعلام، ومادة خصبة للشرح والتحليل. ويخرج القاضي في الفصل الأخير من أحدث هذه التراجيديا ليصدر أحكامه في تلك القضية، ويسدل الستار على مشاهد متفرقة، أطباء داخل قفص الاتهام، أطفال مشردين يتجمعون من أجل رد الجميل، ومستقبل جديد يولد على حطام ماضي حارت العقول في إصدار حكم شافي كافي عليه، ولا تبقى إلا ذكريات مختلطة ومشتتة، ملتبسة ومشوشة، ناقصة كعادة كل الأحداث التي ترد في سجلات التاريخ.

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق