اشياء تحترق

الكاتب: Mariam Okasha
0 تقييمات الزوار

قابعاً تحت مياه النهر. دهستني أقدام كثيرة، وجرحت جلوداً كثيرة بألوانٍ كثيرة، يمكنني القول أن تنوع ألوان الجلد الذي جرحت متنوعة أكثر من ألواني وإن كان الأحمر ثابتاً لا يتغير. في قاع النهر كان الدفء وكان البرد؛ كان الضوء وغيابه. كان محبٌ يجلس في غياب الضوء، وكانت يدٌ تمتد بانعدام ثقة نحوي، التقطتني فشعرت لأول مرة بالفراق، فراق نفسي عن نفسي واجتماعها مجدداً وسط قبضةٍ ذات جلد شاحب لم أمس جلداً بذلك الشحوب من قبل، ولم أشهد غياب الدم عن جلد أمسه. بين ثنايا ثوبه أزال الرطوبة عني؛ صرت جافاً لأول مرة. كم حلمت أن أجف أو أن تتغير أحوالي لكن مثلي ما مآله سوى الجمود، فالحال الذي يتغير، يظل مستحاله كالأبد. أنا معك اليوم يا ذا الأيدي الشاحبة والقلب المحب. لكن البرد يزحف على جلدك، أشعر به؛ علًه أثر غياب الشمس، علني أجد الدفءَ في الغد. فمثلي يعرف الغد باختلاف الليل والنهار، ولكن ما لم أدركه أن مثله لا يعرف الغد، فالقمر والشمس تشابها عليه وفاق جموده جمودي.

الأعضاء الذين اشتروا هذا، اشتروا أيضا

عن الكاتب

Mariam Okasha

التقييمات

0

0 المجموع
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0