بينما يمكث على أحد المقاعد اثنان من علماء الآثار الإنجليز.. وثالثهم كان رئيسهم هوارد كارتر مرتديًا قميصًا وبنطالًا يكاد يصل إلى صدره وحذاءً أبيض.. مدخنًا سيجارًا.. تعلو رأسه قبعة دائرية.. تتوسطهم منضدة دائرية عليها بعض الأوراق.. حتى أشار أحدهم إلى وصول الباش ريس حسين رئيس طاقم العمال.. فقام هوارد بالنداء على العمال ليجتمعوا.. تجمَّع الجميع ليتحدَّث إليهم هوارد قائلًا من خلال مترجم إنجليزي ينطق العربية بالكاد: بعد دراسة طويلة قمت بها شخصيًّا اتضح أنَّه من المرجح أن مقبرة توت عنخ آمون في هذا الجانب.. من ناحية مقبرة رمسيس الرابع في اتجاه الشَّمال.. ثم أشار بسبابته في اتجاه الشَّمال.. واستكمل: لذلك سنبدأ الحفر من هناك اليوم.. ثم وجَّه كلامه للباش ريس حسين: يا ريس حسين عايزين نشوف نتائج كويسة النهارده.. لازم بريطانيا كلها تعرف إنجازاتنا في مصر عاملة إزاي!
رمقه حسين بنظرة كارهة للغاية جعلت وجهه كأسد صارم ينظر إلى ضبع ينتظر حتى تتسنى له الفرصة لمشاركة الأسود غذائهم.. اتجه الباش ريس إلى طاقم العمال الذين أخذوا أدواتهم وشرعوا في الاتجاه للناحية الشَمالية من مقبرة الملك رمسيس الرابع.. حتى فاجأهم قائلًا في حِدة: رايحين على فين يا وِلد منك ليه؟!
ليرد أحد العاملين في بساطة: هنحفر هناك اليمة دي..
