يلقي الكتاب الضوء على مجموعة من التيارات والمدارس الفنية والفكرية التي كان لها عظيم الأثر في مجالات العمارة والتصميم عامة في العالم أجمع، والتي ساهمت فى تغيير وجه العالم كما كان لها الفضل في صياغة أسلوب حياة جديدة، استفادت هذه المذاهب المختلفة بالتكنولوجيا المتقدمة والاكتشافات العلمية المذهلة وقدمت لنا عالم متغير يتسم بالديناميكية والقوة، ويتناول الكتاب جزءا مهما من تاريخ وحاضر المجتمع العالمي والذي أحدث تغييرا كبيرا في المائة وسبعين عاما الماضية والذي قد يتكافيء تقريبا مع قدر ما حققته الإنسانية منذ فجر التاريخ كما اهتم المؤلف بدراسة المدارس والجماعات والتيارات الفنية الهامة والتي تعد علامة فارقة في ذلك الوقت من حيث أثرها في مجال التصميم على المستوى العالمى والانتقاء هنا من قبل المؤلف لا يعني تميز هذه المذاهب عن غيرها في القيمة بل كان بعضها مبشرا لنشأه المدارس والتيارات التي تم اختيارها للدراسه، والبعض الآخر كان ملازما وموازيا في القيمة، كما تقوم بعض الاتجاهات الفنية على مجالات محددة بعينها في التصميم دون التاثير على المجالات الأخرى والذي قاد المؤلف لعدم اختيارها للدراسة والتركيز على المدارس والحركات التي شاع أثرها في جوانب متعددة في عالم التصميم، كما تم اختيار المؤلف لحركة الفنون والحرف في إنجلترا باعتبارها حجر الزاوية والبداية الحقيقية لبواعث التغيير والبحث عن حياة جديدة أفضل وساهم في ذلك ارتباط هذه الحركة بإرهاصات إصلاحیة على المستوى الاجتماعي والتي ساهمت فيها كتابات جون راسكن وأوسكار وايلد ووليام موريس وآخرين، وكان لها صدى عظيم في العديد من البلدان الأوروبية المجاورة مثل نظرية الأواني المستطرقة كما كان للاختلاف الجغرافي أثر كبير على المناحى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية عند الرواد الطليعيين والذي ساهم في اختلاف المذاهب الفنية والأساليب الإبداعية عند كل منهم رغم إجماعهم على الرغبة في التغيير وساعد ذلك في ثراء التنوع والتعرف على نظريات مبتكره كان لها الفضل فيما نشاهده اليوم من إنجازات.
