مشكلة المدخل الروائي

Mar 08, 2021

يقول الروائي والشاعر والناقد الإنجليزي "تشارلس مورجان".

إن الجملة الأولى عظيمة الأهمية في الكتابة، ولا سيما إذا كان تعليقا يكتب على صوت دقات الساعة، فهي تحدد نبرة الباقي وتضبط بناءه، وهذا مبدأ صحيح في الكتابة كلها.

تأمل الرواية، ورسم الشخصيات داخل الرواية، فكل رواية، وحياة كل شخصية يمكن أن يمثلا بأنهما يبدآن من (الألف) إلى (الياء) والسؤال هو: متى أدخل؟ فإذا بدأت مبكرا عند نقطة ولنرمز لها بحرف (الجيم) مثلا فإنه سيرى من (الجيم) إلى ما بعدها يكون أيسر لأنه لا يحمل ثقلا كبيرا من النقاط السابقة، ولكن إذا كانت الأزمة في قصته متأخرة عند نقطة ولنزمز لها بحرف (الكاف) مثلا، فإن ابتدائه من نقطة الجيم قد يوقعه في عيب التطويل قبل الدخول في الأزمة، وبذلك تتراخى القصة بين نقطة الجيم ونقطة الكاف، والسبيل الآخر هو الدخول عند نقطة متأخرة عن الجيم كثيرا، ولتكن نقطة (السين) مثلا، واختصار المسافة من (س) إلى (ك)، ومواجهة مهمة تحمل النقطة السابقة من أ إلى س في ذل السير المختصر وثقل الاسترجاع الطويل يزداد عسرا.

وكل من يدرس الاسترجاع الضخم في افتتاح رواية (البحيرة) "لجورج مور" يلاحظ كم الدخول المتأخر، وعلى كل منّا أن يقرر أي نوع من المخاطر سيتقبل، وسيكون اختياره نابعا لطبيعة قصته، ولمعرفته بنواحي ضعفه وقوته المبنية على نقده لنفسه.

إن صعوبه هذا الاختيار لشديد بل هي أشد من صعوبة الاخيتار بين القصص بضمير المتكلم، والقصص بضمير الغائب محدودا بنظرة شخصيةواحدة، والقصص بضمير الغائب يسمح المؤلف لنفسه فيه بنظرة الآله الخالدين في شمولها لكل شيء ونفاذها إلى كل شيء.

ولكن الشيء المحقق أن هذه الأنواع من الاختيار إن أصابت أحيانا بإلهام العبقرية غير الواعي بنفسه، فإنها عادة ما تقع خاطئة بسبب العقل الغير مجرب.

­

مواضيع متعلقة

التعليقات

إضافة تعليق