بداخل كل منا مشاعر وأسرار خفية لا يسمح لأحد الاطلاع عليها لأنها تكون شخصية جدًا، تخشى أن تعلنها حتى لا يظهر ضعفك، حتى مع أقرب الناس إليك، وفي ذلك الوقت نتجه إلى التعبير عما يدور في قلوبنا بمشاهدة فيلم سينمائي أو استماع أغنية ما، وقليلًا عندما تجد شاعرًا يستطيع أن يعبر عما بداخلك دون أن يتم الإفصاح عنه لأي مخلوق. في لحظات تجلي، يزيح حمدي ريان في كتابه "أغاني الشمس" الصادر عن دار كتبنا للنشر والتوزيع، الستار عن عواطف متسربة بنداء الوجود، وعن حب غائر غامر يلف الروح والفؤاد، مشاعر تضيء السطور، وتزيح المحظور في لفتات شعرية آسرة. اقتباس اتكلم.. صعب إنك تتألم.. وحدك ولا حدش وياك. اتكلم بـ اللي في قلبك.. اشرح حبك.. احكي هواك. ديوان مفرداته بسيطة إلى أبعد الحدود لكنها تحمل معانٍ عميقة جدًا تجعل من حمدي ريان إضافة قوية جدًا للشعر العامية المصرية. يحدثك تارة عن الحب وتارة عن الوحدة وتارة أخرى عن الأمل، يعبر عن كل ما بداخلك وكأنه يعرفك منذ سنوات. اقتباس السكة اللي إحنا فيها اللي حصل واللي دار صحيح مكتوب علينا لكن لينا اختيار رب عالم بحالي.. بالجاي واللي جالي لكنه إدالي عقلي.. لأجل ما أعدي الليالي جاء الديوان واقعيًا للغاية به بعض من الخيال، ومعبرًا عما يجول بداخلنا، يستوقف عيوننا وينبه عقولنا ويبرز عيوبنا وميزاتنا، تارة نحلق فى الأفق وأخرى ننزل إلى أرض الواقع. جاءت اللغة لتخلق رابطة خفية بين الشاعر والمتلقي، بسيطة وخفيفة على السمع والنطق، وفى مزيج جميل يخرج لنا الشاعر من حاويته نصًا حياتيًا بكل معاني ودلالات الكلمة.