قصتنا قصة طفلة بريئة، غاية في الجمال والرقة، والدها على المعاش المبكر بسبب إصابته في العمل أثناء عمله في هيئة السكة الحديد، وتوفت والدتها وهي في سن مبكر، ولها زوجة أب قاسية لا تعتني بقلبها الرقيق، وتعاملها معاملة الخادمات منذ نعومة أظافرها. من هنا تبدأ قصة "أحلام السراب - الجزء الأول" للمهندس والكاتب عبدالمنعم صالح، قصة تبدو مألوفة، ولكنها في واقع الأمر تحمل الكثير من الأحداث والمواقف التي تخاطب مشاعرك وتؤثر فيها. لم تكمل أحلام تعليمها بسبب الظروف المحيطة، وأجبرتها الظروف المحيطة أيضًا أن تتزوج من رجل يكبرها بما يزيد عن 20 عامًا. حياة مليئة بالاضطهاد، ولكنها برغم ذلك مازال قلبها مضيئًا بالأمل، حتى في أسوأ الظروف، كانت أحلام تتحمل للغاية، المعاناة التي عانت منها طوال حياتها، جعلها تتقبل الصدمات الجديدة في حياتها بشيء من الحِكمة والرضا بقضاء الله، مؤمنة أن الله سوف يُسعد قلبها البائس في يوم من الأيام، مادام ترضي والدها وترضي ربها، فثقتها في الله لا يضاهيها شيء. تُرى ماذا تخبئ الأيام لأحلام؟ مازال أمامها الكثير من التحديات والصعاب في حياتها مع المعلم عباس، نعم تحديات وصعاب فقط، فلا مكان للحظات السعيدة في حياة أحلام منذ ولادتها وحتى في زواجها، الذي كان أملها الوحيد في حياة سعيدة أو تجربة مختلفة تنسيها الأيام الصعبة التي عاشتها، ولكنها لم تعلم إن زواجها كان بداية لمأساة جديدة في حياتها، ولكن مع كل ذلك، مازالت أحلام تحلم بحدث سعيد في حياتها، ومؤمنة من داخلها أن الفرح لم يأتِ بعد. الرواية تناقش قضية هامة جدًا ألا وهي زواج القاصرات، وتناقشها بمنتهى البساطة في الصياغة حيث استخدم الكاتب لغة قريبة للقارئ عبرت عما بداخله، ولكنها أيضًا لم تُخل بالقواعد العامة للكتابة الروائية. مهندس / عبدالمنعم صالح