كتاب (عشوائيات مشاعر) للمؤلفة يوستينا قديس

النفس البشرية، تلك النفس التي أُلِّفت فيها الكتب وحارت فيها العقول، هذا اللغز الأعظم والبجر الهائج، تلك النفس بمشاعرها المتقلبة هي موضوع مؤلفتنا "يوستينا قديس" التي أخذت على عاتقها حمل سبر أغوارها وتحليل بعض جوانبها الشائكة لتعطينا خلاصة تجاربها ومواقفها الحياتية لننطلق معًا في رحلة ماتعة لا تخلو من الآلام عبر كتابها (عشوائيات مشاعر). هذا الكتاب الذي نشر عبر منصة كتبنا للنشر الشخصي ليس مجرد كتاب عابر، بل تؤخذ رسائله على محمل التفنيد والتمحيص فهو يستحق القراءة. 

 تحليل الكتاب:

يبدأ الكتاب بأمر لا بد منه قبل الخوض في غمار تلك النفس؛ ألا وهو الاعتراف بها وبحقها عليك، فكيف نتحدث عنها وعن دواخلها ونحن لم نعترف بها أولًا؟!! ثم أخذ يتدرج فيها مبتدأ بالنضج، ما هو؟ وما درجاته؟ ثم العلاقات، ما أنواعها؟ وكيف نتعامل معها؟ والتعاطي مع ردود الأفعال الناتجة عنها. وما لفت انتباهي أكثر هو الجانب النفسي الذي ركزت عليه الكاتبة من مشهد الخاتمة السعيدة من الأفلام السينمائية والذي لا يقوم بعرض الجانب الآخر من المشهد، وهنا تعمدت الكاتبة إظهار هذا الجانب والذي تمثل في أن مشاعرهم القديمة لم تمت ولم تختفِ، بل لها أثر باقٍ، وهذا ما يغفل عنه كثير من الناس، ثم انتقلت إلى نقطة حيوية أخرى وهي جانب الخذلان والتقدير، حيث بينت مصدر هدم الشخص بسبب الخذلان أو بنائه بشكل استثنائي عن طريق التقدير، ولكن أي درجة من التقدير؟، هذه نقطة مهمة. 

الكتاب لا تفتأ تستخرج من ثمراته وتنبيهاته المهمة، ولكن كما أن للورد رائحة زكية إلا أنك لا تعدم من مس شوكة من أشواكه، ومن أشواك هذا الكتاب بعض جوانبه الفلسفية.. فمنها نظرة الكاتبة للحياة والتي تميل إلى اكتساب الخبرات ونقلها للأجيال القادمة دون إبراز فكرة الجانب الأخروي للحياة مما يعطي انطباعًا عبثيًّا عن الحياة، وهذا تمثَّل في الصفحات الأخيرة من الكتاب. 

اللغة والأسلوب:

اللغة تميل إلى البساطة في توصيل المعلومة، وتستخدم أسلوب الحوار مع الآخر من باب رسالةٍ إلى أحدهم في صورة نصيحة مما يقرب الفكرة ويجعل لها طابع المحبة والارتياح لصدق المشاعر. 

الرسائل والمغزى:

من الرسائل الأساسية الرفق بالنفس وتقدير الذات والعمل على تقويمها.

التوصيات:

• إلغاء الرسائل النهائية المرقمة في نهاية الكتاب لما تحتويه من رسائل هادمة لمحتوى الكتاب العام.
• حذف رسالة الانتحار لتأثيرها السلبي على رسالة الكتاب العامة.
• الفئة العمرية المناسبة فوق سن 18 سنة.

التقييم:

الكتاب مفيد للغاية ومُفصَّل بصورة سلسة يسهل على جميع أنواع القراء الاستفادة منه ويمثل إضافة طيبة لمكتبة القارئ الشخصية، مع الحرص على تجنُّب الإسقاطات المباشرة للرسائل الأخيرة من الكتاب.

التقييم النهائي: 4/5