"هناك أشخاص يحملون على عاتقهم إضاءة الدروب المعتمة التي إذا خفت شعاعها وتوراى نورها، نحو أماكن بعيدة قصية فيأتي من يحمل المشعل ويسلط الضوء على تلك البقعة التي كانت يوما ما يضوي شعاعها ونورها في الآفاق، إنهم الضاربون في الأرض، الذين يتخذون من الرسول سبيلا، والذين يبتغون من الله فضلا ورضوانا، ويرسمون للآخرين دربا صحيحا ويخرجون في جماعة زادها الوفاء والإيمان وغايتها الجنة وما أعد لهم الرحمن من ظلال وعيون"
رواية "الضاربون في الأرض" منسوجة من عمق الآلام التي يعيشها كوكبة من الأبطال الأحرار الذين يتحدون كل الألم والمحن، ويمشون على الأرض شامخين بدون خنوع ويخاطرون بحياتهم لمقاومة كل المشاكل ويخرجون من تحت كل هذه المصائب منتصرين، ثابتين، صامدين... حاملين عقيدة التوحيد التي ألفت من شتات البدو دولة، وبعثت من جوف الصحارى حضارة، ونفخت في قلوب الصعاليك من روح الله فطمحوا إلى ملك كسرى وهم جياع، وسموا إلى عرش قيصر وهم عراة، وصمدوا إلى حكم العالم وهم سذج....
