بصمات على وجه الزمن

الكاتب: فريق كتبنا
0 تقييمات الزوار

مُنذ زمن بعيد وأنا بعدي طفل، كان والدي يأخذني معه كلما أُتيحت له ظروفه أن يذهب إلى سور الأزبكية وسط القاهرة، والذي كان وقتها مَركزًا لبيع الكُتُب المُستعملة والقديمة وبعض الجديد منها. كانت بالنسبة لي رحلة تُشبه العقاب، فلم أكن وقتها أقرأ وليس لي علاقة بالكُتُب بعد، وكنتُ أسير بجانب والدي لا أفعل شيئًا ولا حتى القدرة على الامتعاض أو إعلان ضيقي، وكان دائمًا مُمسكًا بيدي خشية أن أضيع وسط الزحام، وبالتالي يُقيِّد حركتي، وأظلُّ على هذا الحال حتى يجد ضالته لنعود إلى البيت لأعلن غضبي ممَّا جرى لي طيلة هذه الساعات. وتكَرَّر هذا معي سنوات حتى أصبحتُ أعي قيمة الكُتُب وسبب حُب والدي لها وارتباطه بها، وبعدها وجدتني أقوم بهذه الرحلة بمفردي وأستمتع بها بشكل وصل إلى حد الإدمانِ، ومِن هنا نشأت علاقتي بالكُتُب والقراءة والثقافة بشكل عام. تأثَّرت فترة مُراهقتي وشبابي بعلاقتي بالقراءة، خاصةً بعد أن عشقتُ قراءة روايات نجيب محفوظ، وهكذا وحتى يومنا هذا ما فارقتني الكُتُب أينما ذهبت أو حللت، ولم يحدث تنافر بين عشقي للقراءة بكل أنواعها وبين دراستي للهندسة، وكان مجال هندسة البترول مُلائمًا لي في توفيره البيئة المُناسبة للتأمُّل والتفكير والقراءة والكتابة؛ حيث كنتُ أعمل في مناطق الصحراء الواسعة على امتداد البصر، أو وسط البحر والخلجان. هذا الكتاب الذي بين أيديكم الآن تمنِّيتُ أن أكتبه منذ زمن، وكتبتهُ منذ سنوات، كنتُ أُريده مُختلفًا عمَّا انتهى الحال عليه، ثمَّ راجعتُ نفسي في تأجيل ما أُريد كتابته لو امتد بي العُمر لأجعله مشروعًا قائمًا بذاته في ثلاثة أجزاء إن شاء الله، في مُحاولة مني لتسجيل ما عشتهُ ورأيتهُ بعينيَّ دون تدخل مني وبحيادية شديدة لتاريخ مصر، فأنا أعتقد أننا بحاجة لعشرات الكُتُب التي تُوثِّق تاريخنا في دراسات وروايات وتأريخ أمين، كي تعرف أجيالنا المُعاصرة حقائق وحقيقة تاريخنا بحلوه ومُرِّه. والآن عزيزي القارئ معك وبين يديك هذا الكتاب، أرجو أن تجد فيه مُتعة قضاء وقت مُفيد في قرأته ومعرفة حكايات قد تكون عشت بعضها، أو سمعت عنها، وفي النهاية الحُكم لك وحدك.

الأعضاء الذين اشتروا هذا، اشتروا أيضا

عن الكاتب

فريق كتبنا

التقييمات

0

0 المجموع
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0