تتناول رواية "كعب فنجان" تفاصيل رحلة الدكتور وائل إلى الفضاء وما يطرأُ عليها من هبوط اضطراريّ على جزيرة معزولة، ومن خلال بحثه المحموم عن الحقيقة يواجه وائل تساؤلاته الكبرى حول الإيمان والشك والقدر... بينما تستحيلُ خبرتُه الواسعة في علم النفس البشرية معاناةً تتفاقم كلّما تعمّقَ أكثر في عوالمها. تشكّل الجزيرة بحيواناتها وغرائب الطبيعة فيها بيئةً استثنائيةً فريدة من نوعها تتطلّب من وائل تكيّفاً شاقّاً، ما سيُبرز مفارقات عجيبة طيلة فترة محاولته الخروج من الجزيرة عبر الكهف الكبير المحكوم بقوانين صارمة لا تستثني أحداً من نزلائه. يلعب الشك دوراً محوريّاً في الرواية بحيث يتغلغل أحياناً في أدقّ تفاصيل علاقة وائل المعقّدة بنفسه مروراً بمحيطه المحسوس وصولاً إلى اختبار الحدود القصوى لمفهوم الشك من خلال تحويله إلى طاقة في سبيل بلوغ نهاية الكهف عبر "الكوّة" رمز الخلاص. تسود أجواءَ الرواية نوباتٌ من التخبّط المرير وفصولٌ من المواجهة العارية أمام الذات، ما سيكشف عن شروخ عميقة في النفس البشرية يعاني منها إنسان هذا العصر رغمَ كلّ ما وصل إليه من تقدّم."كعب فنجان" ترصد جانباً من انفعالات النفس البشرية وتأرجحها في ظل التحوّلات السريعة بين طغيان المادة وضبابيّة المعنى، مع طرح دورٍ محتملٍ للشك كأداةٍ لحراثة تربة الفكر الإنساني.