تكنيك الاختصار والحذف

Mar 08, 2021

يقول الروائي والشاعر والناقد الإنلجيزي "تشارلس مورجان".

سيجد الكاتب الشاب بعض التكنيكات المفيدة في عمله كله، لا في بداية حياته فقط بل حتى نهايته منها:

حين يلزم نفسه حيزا محدود ، ولا سيما في القطع القصيرة، فقد يقول قبل أن يبدأ: هذه القطعة ستكون بهذا الطول، ولن تتجاوزه، ثم يتعمد أن يكتب أكثر ربما بمقدار عشرين في المائة، ثم يقوم بالحذف، ولا أقصد أن يحذف قطعا كبيرة، بل أن يحذف جملا وعبارات وكلمات، حتى يصبح نثرة بتعبير الرياضيين، (خاليا من الزوائد) صالحا للدخول في الحلبة، وهذا عكس طريقة الروائي الفرنسي "أونوريه دي بلزاك" الذي كان يستوفي الموضوع كله باختصار، ثم يعلى البناء، ويملأ جوانبه في الهوامش العريضة لتجارب الطبع المتعددة.

ستكون علميه الإضمار والحذف مؤلمة، ولكنها ستعلم الكاتب شيئين:

  • الأول: ستعلمه هذا الدرس التكتيكي في تخليص نثرة من اللحمة الزائد.
  • الثاني: ستعلمه على الأقل جزءا من ذلك الدرس الاستراتيجي العظيم في إحكام التقدير للعلاقة الحقيقة بين الموضوع والطريقة.

فيسأل نفسه بعض الأسئلة: هل القصة التي أفكر فيها يلزم أن تضغط مثل قصة فلان؟ هل هي رواية قصيرة  في اتساع رواية علّان؟ هل يحتاج هيكلها الأكثر تعقيدا إلى مثل طول رواية كذا، وهل يتحمل مثل هذا الطول؟ هذه وجهة نظر.

وهناك وجهة نظر أخرى لكاتب أقل حرصا على الأسلوب تطرح سؤالا مغايرا: هل لدي هنا موضوع غني وواساع ومتنوع وعريض وعميق بيحث يتيح لي أن أستعمل الطريقة الأقل ضبطا، طريقة العملاق الواسع المدى، التي استخدما الروائي الورسي "دستويفسكي"؟

ويجب التوفيق بين وجهتي النظر

  • القصة التي تبحث عن طريقتها.
  • والأسلوب الذي يبحث عن قصته.

وعندما يكتب كاتب عظيم كتابا رديئا فإن السبب يرجع في جل الأحيان إلى أنه اختار موضوعا لا يلائمه، وإن كان في نفسه جيدا.

والكتّاب الأقل إجادة يقعون في هذه الغلطة نفسها، فعلينا أن نتعلم ألا نقع فيها، وأنا أميل إلى الظن بأن العملية الأولية في الإطالة ثم الحذف هي خطوة أولى نحو الملاءمة الصحيحة بين الموضوع والطريقة.

Related Posts

Comments

Add Review