جـاء عصر الفتوحـات ، واتسعت رقعـة الدولة الإسلاميـة ، والتى ضمــت تحـت لوائها الكثير من أبناء الديانات الأخرى من اليهود والنصارى والصابئة وغيرهم ، فمنهم من دخـل فـى دين الله طواعية واختيارا ، وأخلــص لله ولـدينـه فكـان مــن المتقيـــن ، ومنهـم من تظاهـر بالدخول فى الإسلام ممن كانت لهم غايات سيئة ومآرب دنيئة ، إذ أنهم كانـوا يخدمـون مخططـا يهدف
إلى تقويض دعائـم الإسـلام ، وإثارة الشكوك فى نفوس أتباعه ، وإثارة الفرقـــة والبغضــاء فيما بينهم ، فلجأوا إلى وضع الأحاديث المكذوبة على رسول الله ، ليدخلوا فى الإسلام ما ليس منه .
ومما يؤسف له أن بعض المسلمين قد اقتنعـوا بالكثير من آرائهــم نظرا لمهارتهم فى الترويـج لآرائهم الزائفة ، فظهر اتجاه الزندقة ، وأطلت الفـرق برؤوسهـا ، وكثـر الخـوض والكـلام فى القـدر ، وظهر دعاة التعطيل ، كما ظهر أهل التشبيه والتكييف والتمثيل والقول بالجبر ، ونفى صفات الله تعالـى ، وغير ذلك من الأمور التى كان يعتبر الكلام فيها من باب الابتداع فى الدين .