نظرية الأضداد

Author: فريق كتبنا
0 Customer reviews

يعمل العالم بتوافق وانسجام وتناسق تام – ذلك لأنه يحكمه مبدأ أو قانون واحد – فهل سأل أحد نفسه يوما ما ، ما هو هذا المبدأ الذي يحكم الوجود بأجمعه فيجعله يعمل بتناغم تام؟ سؤال هام جدا إن لم يكن أهم الأسئلة ، وهل سأل العلماء والفلاسفة والمفكرون أنفسهم نفس السؤال أو تمكن أحد من الإجابة عليه؟ سيقول قائل إن هذا المبدأ هو الإله الواحد – فوحدة الصنعة تدل على وحدة الصانع – نعم- ولكن هذا تفسير دينى ميتافيزيقى ونحن نريد تفسير علمى ، فهذا السؤال لم يتم الإجابة عليه إجابة علمية على مر التاريخ حتى الآن رغم التقدم العلمى الهائل.

 

الإجابة ببساطة أن المبدأ الأساسى الذى يحكم العالم والوجود بجميع قطاعاته ومستوياته فيعمل بانسجام تام هو: "مبدأ الثنائية" ، إذ يكمن فيه سر وحدة الوجود بجميع قطاعاته ، فكيف ذلك؟ هذا ما سنراه هنا من خلال نزهة فكرية عميقة ولكنها بسيطة رغم عمقها. إنها بحق ثورة فكرية غير مسبوقة نحو الحقيقة النهائية.

 

لقد كادت الإجابة تظهر من طرف خفى فى القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا: "ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون-49 الذاريات" ، إنها دعوة للتذكرة ، فقد وردت الثنائية مرارا وتكرارا فى آيات عديدة معلنة عن أهمية هذا المفهوم ، فالثنائية فيها سر التوحيد بجميع معانيه.

 

هل نظن أن العلم بدون هذا المبدأ يرى الحقائق بصورة صحيحة كما يجب أن تكون؟! إن غياب هذا المبدأ يمثل غياب الرؤية الشمولية ، إذن المفروض أن هذا هو الهدف النهائى للعلم وهو الغاية والمبتغى ، بل يجب أن يكون الهدف الأول والأساسى منذ نشأته. ولكن كان لزاما أن نبدأ من حيث انتهينا فهذا سيساعد على فهم الأمور وحل اللغز. فالهدف النهائي للعلم هو الوصول إلى النظرية الموحدة التى تمثل قفزة مستقبلية نحو بداية النهاية. وطالما لم يخبرنا العلم عن هذا المبدأ الذى يحكم الوجود بأكمله ، إذن فهناك شئ مفقود هام وأنه علم قاصر الرؤية مهما كانت انجازاته. فلنسرع فى رحلتنا الفكرية العميقة من أجل استجلاء الحقيقة.


 

Customers Who Bought This Item Also Bought

About Author

فريق كتبنا

Reviews

0

0 Total
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0