خواطر من على المخدة للدكتور سامح جلال

Author: فريق كتبنا
0 Customer reviews

من وأنا طفل وفيه علاقة حب غريبة جدًا بيني وبين المخدة.. اللحظة اللي راسي بتيجي فيها على المخدة بالنسبة لي هي أهم لحظة في اليوم.. لحظة كتابة ملخص اليوم بكل تفاصيله..
الغريب إن أنا ممكن من التعب أنام على الأرض أو على أي حاجة حتى لو مش مريحة.. لكن عمري ما عرفت أنام من غير مخدة.
يمكن فضلت كتير مش لاقي تفسير لكده لحد من حوالي ٣ سنين لما قريت أجمل كلام عن المخدة من المبدع الأستاذ مريد البرغوثي في كتابه: رأيت رام الله..
يقول الأستاذ مريد:
المخدة سجل حياتنا. المسودة الأولية لروايتنا التي كل مساء جديد نكتبها بلا حبر ونحكيها بلا صوت. ولا يسمع بها أحد إلا نحن. هي حقل الذاكرة، وقد تم نبشه وحرثه وتثنيته وعزقه وتخصيبه وريه، في الظلام الذي يخصنا. ولكل امرئ ظلامه.. لكل امرئ حقه في الظلام.
هي الخربشات التي تأتي على البال بلا ترتيب ولا تركيب.
المخدة هي محكمتنا القطنية البيضاء، الناعمة الملمس، القاسية الأحكام.
المخدة هي مساء المسعى.
سؤال الصواب الذي لم نهتدِ إليه في حينه، والغلط الذي ارتكبناه وحسبناه صوابًا وعندما تستقبل رؤوسنا التي تزدحم فيها الخلائط مشاعر النشوة والرضا أو الخسران والحياء من أنفسنا، تصبح المخدة ضميرًا وأجراسًا عسيرة..
إنها أجراس تقرع دائمًا لنا، ولكن ليس من أجلنا ولا لصالحنا دائمًا.

خطايانا الصغيرة التي لا يحاسب عليها القانون والتي لا يعرفها إلا الكتمان المُعتنَى به جيدًا، تنتشر في ظلام الليل على ضوء المخدات التي تعرف، المخدات التي لا تكتم الأسرار ولا يهمها الدفاع عن النائم.
جمالنا الخفي عن العيون التي أفسدها التعود والاستعجال، جدارتنا التي ينتهكها القساة والظالمون كل يوم، لا نستردها إلا هنا، ولولا أننا نستردها هنا كل ليلة لما استطعنا الاستمرار في اللعبة.. في الحياة.

 انتهى كلام مريد البرغوثي.

ولذلك في الصفحات القادمة حاولت أوثِّق بعض خواطري من على المخدة يمكن غيري يقراها ويحبها.. ويمكن ما تعجبوش ويكرهني أنا ومخدتي!
 

Customers Who Bought This Item Also Bought

About Author

فريق كتبنا

Reviews

0

0 Total
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0