خلال رحلته الفنية الغنية والعامرة في الفترة من 28 ابريل 1946 وحتى 11اغسطس العام 2015 , أستطاع النجم الراحل نور الشريف أن يؤسس له شخصية سينمائية لها ملامح واضحة كانت حاضرة في أكثر من مائه وسبعين فيلما تنوعت ما بين التراجيديا والكوميديا والفانتازيا. هذا غير العديد من الاعمال الاذاعية والتلفزيونية والمسرحية . هذا الكتاب يقدم صورة مقربة من النجم الراحل ، ويعتبر بمثابة دليل مهم لكل من يرغب في التعرف على النجم الراحل الكبير من خلال أقواله وكتاباته وأعماله وماكتب عنه ، وهى اطلالة أيضا على حصاد السنين لنجم عربي، أعطى للفن من قلبه وعقله وروحه، وأحتفظ بدرجات من الجدية أكبر بكثير من تلك التي أحتفظ بها الآخرون.
في الخليج كما في كل بقعة من العالم توجد قصص وحكايات، وتوجد رؤى وأفكار , وفي الخليج الشاعر يوجد الكثير من المفكرين الذين يطرحون الرؤى , كما يوجد الكثير من الكتاب الذين يصورون فنياً الأفكار والأحداث , وهناك مبدعون قادرون على تحويل المكتوب إلى مرئي لا ينقصه الجمال , والقدرة على التأثير. لكن تتدخل أحياناً يد الموروث الاجتماعي لتمنع وتحجب وتشجب، وتتدخل أحياناً يد الرقابة وتغير وتبدل وتمنع ,. ولأن الخليج ليس حقبة تاريخية منعزلة , أو قابلة للانعزال , فإن مشكلات السينما العربية تصب في الخليج والعكس صحيح. في هذا الكتاب حاولت قدر المستطاع – إن اذكر ما عرفت عن واقع السينما في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال اقتراب حقيقي من هذا الواقع لمدة اربعه عقود ودفعني إلى ذلك قلة المعلومات المتوفرة عن هذا الواقع، وازعم إن ما عرفت ليس كل الحقيقة , عن واقع سينمائي يحتاج إلى الكثير ليوثق بطريقة صحيحة. على أمل إن يأتي اليوم الذي يمكن فيه النظر إلى تاريخ السينما , وضرورة توثيق هذا التاريخ بشكل علمي وموضوعي . وهكذا حال البحث في موضوع السينما في بلاد العرب .
هناك حالة من التماس والتقاطع بين ماانتجته السينما الفلسطينية من أفلام بشكل عام، تخص الفلسطيني المقاوم، وبين تلك الأفلام التي صورت القدس، ووثقت للتاريخ والحكايات، ويلقي الكتاب الضوء على السينما الفلسطينية كبداية تاريخية، ويمر أحيانا على ماأنتجته هذه السينما، والتي في اغلب نتاجاتها تردد أصداء لما حدث ومايحدث في المدينة المقدسة.