تنظر كلارا كعادة كل يوم جهة اليمين إلى عجلة الملاهي الدوارة بكبائنها الصفراء، والتي تمُر بها في طريقها إلى المنزل، فتجذب تنورة والدتها وتشير بإصبعها إلى العجلة، فتجيبها مارجاريتا بأن الأمر قد بات وشيكًا، ولم يتبقَّ سوى خمسة أيام على افتتاح حديقة الملاهي بالمدينة بشكل رسمي، وتعدها بأنها ستحضر الافتتاح يوم عيد العمال الذي بدأت زينته تملأ شوارع المدينة وتكسوها باللون الأحمر. تصعد مارجاريتا إلى شقتها في الطابق الثامن بالمبنى 7أ الكائن بشارع سبورتيفنايا، فتخرج المفتاح من جيبها وتفتح الباب بهدوء شديد، وتهمس في أذن ابنتها أن تدخل بهدوء هي الأخرى وأن لا تحدث ضوضاء لكيلا تزعج والدها النائم في الغرفة. ثم تتوجه إلى المطبخ لتعد وجبة الهولوبتسي؛ ملفوف الكرنب الذي يحبه كثيرًا زوجها أليكسي، الشاب الثلاثيني الذي يعمل في وحدة الإطفاء التابعة لمنطقة تشيرنوبل. تخلع كلارا حذاءها وتطيح بقدميها كل فردة في اتجاه، ثم تنزل بجسدها الضئيل أسفل الأريكة لتحضر دميتها صوفيا، لتجلسها إلى جوارها على الأريكة وتأكل باستمتاع ثمرات الفراولة التي غسلتها لها أمها بعناية...