جاء في كتاب المشوق إلى القراءة وطلب العلم : « إذا انخرط الطالب في سلك القراء وانضم إلى نـاديهم ، فلابد له من استثمار قراءته وتوظيفهـا ، ليجني منهـا مـا تمنى ، ولا يضيع تعبه سدى ، ولا أنجع لتحقيق ذلك من الكتابة والتقييد ، فيقيد الفائدة المستجادة ، والنقـل العزيز ، والتحـرير المدلل ، والترتيب المبتكر ، وطرائف النقـول والحكم ، ودقائق الاستنباطات ، ولطائف الإشارات » ... وأنا قد يسـر الله تعالى لي جمع هذه الفوائد المتنوعة من ساعاتي المطولة بين صفحات الكتب ، فكنت أدون أولاً بأول ما أستحـسنـه مـن عـيـون الفكـر والأدب ، أمـلاً في الرجوع إليها واستحضار معانيها ، حتى رأيت أن أجـمـعها مسلسلة في مجمـوع واحـد يحتـويها ، ينير العقول ويشحذ الأفكار ، ويطرب الأسماع ويبهج الأبصـار ، ولـم أجـعـلـه مرتباً على الفصول والأبواب بالطريقة الشائعة ، وإنمـا جـاء قطوفـاً أربعة فأربعة ، وخــتام الخمـس منها أبيات شعر بارعة ...