أعتقد أنني ميت الآن. وماذا بعد سقوط القنبلة على المستشفى وانهيار سقف أسمنتي كامل على جسدي الضعيف, إلا الموت. أعتقد أنني ميت الآن. وخصوصا وقد وجدتني أستعيد الوعي فجأة بعد رقاد طويل في عنبر العناية المركزة, ووجدت نفسي وكأني أطفو مبتعدا عن المستشفى ومحلقا إلى أعلى, وحتى أنني شاهدت الطائرة الحربية التي ألقت بالقنبلة على المكان, وهي تنطلق مبتعدة, بينما المكان يشتعل بالأسفل. وما جعلني أكثر يقينا هو شعوري الفور براحة غامرة لم أشعر بمثلها في حياتي, صحيح أنني مت شابا, وأنني لم آخذ فرصتي كاملة لتجربة الكثير, لكنها على رغم كل شئ المرة الأولى التي أشعر فيها وكأنني تحررت من شئ ثقيل, وكأنه لا داعي للقلق من أي شئ, ولا الخوف من أي شئ. أغمضت عيني مستمتعا بهذا الشعور الجديد المصاحب لانطلاقي السريع في الفضاء. "آدم" هو عمل أقصر قليلا من الرواية وأطول قليلا من القصة, يحكي مشاهد وأحداث مما قابله فنان شاب بعد الموت, العمل يغوص وسط عالم الميتافيزيقا ويحاول تقديم تصور وتفسير مختلف للعالم الآخر الذي طالما شغل فكر وخيال البشر.
