إلى حبيبة قلبي ونور عيني، من أعيش لأجلها، من كانت مصدر القوة والتحمل والرغبة المستمرة في السعي وخوض الحروب وأنا واثقة من الانتصار فيها. لم أقم أبدا بالتفكير في نفسي أو أن آخذ أي خطوة تؤثر عليك مستقبلا، كان دائما العامل الرئيسي في كل قرارات وتنازلاتي وكانت مصلحته هي المصلحة الأولى والأخيرة بالنسبة ليا. عشت لك ولم افكر بنفسي طرفة عين، لم أرضخ لضغوطات الحياة وتحدياتها لم أتنازل أبدا عن المسؤولية تجاهك، لم أجعل أحدا يساومني بك مهما كان المقابل، فأنت حياتي التي أعيشها وحتى لا يستطيع الدخداعك عندما تكبرين ولا تجدين أباك بجوارك، فسوف تعلمين ما الذي حدث عندما تقرئين هذه المذكرات التي هي مكتوبة لأجلك من البداية. وأعاهد الله أني لن أفرط آہذا في مقدار ذرة منك، وسأسعى جاهدة لإسعادك وإشعارك بأن لا شيء ينقصك حتما اطمأن عليك أن تسطيعين إكمال الطريق وحدك أنت تكفيني عن كل شيء

مقتطف من الكتاب:

كانت ليلة شديدة السواد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، افتقرت لأي معنى للحياة، صامتة خواء لا شيء فيها سوى المجهول. على الجهة الأخرى كان يدور بداخلها حرب وجود وكأنها سقطت من السماء تحاول التشبث بأي شيء، تضارب في المشاعر، وصرخات ألم لو خرجت منها لأسمعت الموتى في قبورهم من شده الأم. تلك الصغيرة تقف وحدها في شارع مظلم مغلوبة على أمرها تحمل على يديها طفلتها التي لم تكف عن البكاء وكأنها تعلم ما حدث. سارت في بعض الشوارع الجانبية تحمل ابنتها عسى أن تجد ضالتها والأفكار تتسارع بداخلها ويتلاشى أي ملمح لمستقبلها وكأن حياتها تنتهي رويدا رويدا ولا تستطيع إغلاق العد التنازلي لها.