تشترك دولة الإمارات ولبنان في مجموعة غنية من الروابط التاريخية والثقافية التي تم دمجها معًا بعناية على مر القرون. وفي الواقع، لم يتشكل هذا التاريخ الطويل من الروابط بين عشية وضحاها؛ إنها نتيجة للتفاعلات المستمرة بين الشعبين، اللذين أبحرا في مياه التأثير والاحترام المتبادلين عبر سجلات الزمن. ولطالما كانت دولة الإمارات، بموقعها الاستراتيجي على طول طرق التِّجارة في الخليج العربي، بمثابة حلقة وصل نشطة للتجارة والثقافة. ويتميز تاريخها بالمراكب الشراعية التي تبحر عبر البحر، وتربط العالم العربي بالأراضي البعيدة وتسهل تبادل السلع والأفكار والتقاليد. كما كان لبنان، بتراثه الفينيقي القديم، مهدًا للملاحة البحرية والغِنَى الثقافي، حيث وصل تأثيره إلى مناطق بعيدة عبر البحر الأبيض المتوسط وما وراءه.
وأفضل مثال على عمق هذه الروابط التاريخية والثقافية هو النفوذ اللبناني الذي نشأ على أرض التنمية في دولة الإمارات، حيث ساهم المهنيُّون والفنَّانون والمُعلِّمون اللبنانيُّون بشكل كبير في نمو دولة الإمارات، بدايةً من أسواق دبي المزدحمة إلى المعارض الفنية في أبو ظبي. لقد جلبوا معهم ثروة من المعرفة والخبرة التي ساعدت في تشكيل مسيرة التقدُّم والابتكار في دولة الإمارات. لقد كان الأمر بمثابة "تبادل للمنفعة"، حيث وفَّرت دولة الإمارات أرضًا خصبة للمواهب والطموحات اللبنانيَّة لتزدهر، مما خلق فرصًا عادت بالنفع على كِلا المجتمعين.
