إن أمر التربية أمر عظيم يحتاج إلى جهد كبير متواصل ، لأن تغير السلوك أمر صعب جداً ويحتاج إلى أساليب مُتنوعة ومُتغيره ولما لا وقد شبَّ الإنسانُ على ماكان عوًّده أبوه ، كما قال الشاعر : " وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ماكان عوده أبوه " 0
وقال آخر : " النفس كالطفل إن تتركه شبَّ على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم، فهذه النفس التي شبَّت عشرات السنين على سلوكيات معينة وطريقة في الحياة منحرفة عن النهج القويم عندما تريد أن تغير هذه النفس إلي أسلوب آخر في الحياة وان تخلصها من هذه الشوائب التى علقت بها يحتاج الأمر إلى جهد كبير صعب لا يغيب عن عاقل أبدا ، لأن التغير هنا لا يكون مجرد إقناع عقلي فقط ولكن لابد بعد هذا الإقناع من ممارسة طويلة لهذه الأخلاق كي تدخل منطقة اللاشعور فتنطلق الأفعال بعد ذلك بصورة تلقائية ، وبدون تفكير مُسبق وهذا لن يحدث في يوم وليلة ولكن يستغرق وقت طويل ويحتاج جهد وصبر وهذا الجهد يجب أن يتنوع مرة بالكلمة وتارة بالعمل وأخري بالترهيب والثانية بالترغيب والناظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنه صلى الله عليه وسلم استخدم أساليب مختلفة لتربية أصحابه ولم يسلك معهم طريقة واحدة