الحياة مليئة بالسخرية، أليس كذلك؟
أحيانًا قد تُعطيك وتمنحك ما لم يخطر على بالك، لتشعر بأنك الملك المُتوج، الذي يملك كل ما يمكن أن تتخيَّله العين، لكنها تسحب البساط من تحت قدميك فجأة، وكأنها لم تعرفك يومًا، وتجعل منك تكابد براثن السوء والخسارة، ولن تنقذك أبدًا.
وهذا ما حدث مع منتصر، الكاتب المغمور، الذي نشر أوَّل رواية له، فاكتسحت الأسواق، وتبادلها كل القُرَّاء، وأصبح نجمه الأدبي ساطعًا في السماء، بدأ يحلم أخيرًا بأنَّ الكتابة والروايات ستُغيران حياته للأبد، وانخرط في عقد كبير مع دار نشر معروفة، تبنَّت روايته المقبلة، لأجل أن يكتسح المبيعات مُجددًا، وتُصبح وسائل الإعلام تتنافس على اللقاءات الأدبيَّة معه، وتُقاتل دور النشر لأجله، لكنه اختار أفضلها، ففي النهاية الحياة ربح وخسارة، وهو عليه أن يربح كما اعتاد.
لكنه الأسبوع الثامن، وهو لا يزال يفتح حاسوبه الصغير أمام عينيه الحمراوين، في غرفته الحقيرة في الطابق السفلي، بجانب القبو، حيث تتقاتل الفئران كعادتها، وتنغص عليه التفكير.
Maha
Sep 21, 2024
مجرد الكلمات الاولى تعطيك رغبة في إنهاء القصة بليلتها