تلك السعادة التي كانت تعيشها هالة لم يكن رفعت يُشاركها فيها في قرارة نفسه، فقد كان هناك بدلا منها مشاعر أخرى تؤرقه وتنغص عليه أحلى أوقاته، فكثيرا ما واجه حقيقة نفسه عندما يجلس وحيدًا بدونها ينتظرها وهي ترتدي ملابسها للخروج سويًا، أو عندما تتركه لبعض الوقت بعد عودتهما من قضاء سهرة جميلة، وبينما هو جالس أثناء هذه الدقائق ويدخن سجائره كان يكتشف أنه يفكر في امتلاكه لهذه الزوجة لمجرد الاستفادة من أبيها ولكونها امرأة جميلة ليستمتع بها وبأنوثتها الناعمة، فهي لا شك أجمل وأرقى من كل النساء اللاتي قابلهن قبل زواجه منها، ولكن الأجمل فيها والأهم بالنسبة له إنها تمثل له الطريق لتنفيذ طموحه في الترقي والوصول إلى مناصب أهم وأعلى في عمله كضابط شرطة، وربما تكون سببًا في تغيير حياته إذا استطاع الوصول إلى وظيفة في مجال العمل الدبلوماسي أو السياسي عن طريق ترشيح وتوصية من أبيها عرفان الخولي، الذي أصبح شخصا من كبار رجال الدولة، وأصبحت علاقاته واتصالاته كلها مع صناع القرار من رجال الصف الأول في الدولة، مما يجعل باستطاعته تحقيق حلم زوج ابنته، وكان رفعت كثيرا ما يذهب بخياله إلى الوقت الذي ستكون فيه هالة المالكة لبعض ممتلكات أسرتها التي تقدر بعشرات الملايين بعد انتقالها لها كميراث سيؤول لها قريبا، وسيكون وقتها تحت سيطرته، تلك الأفكار التي دائما ما تزاحمت سكنت في عقله وخياله.
