أبنائي الأحباء، هذا هو الجزء الثاني من كتابكم قطوف من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أخطه لكم كي يكون دليلا تهتدون به في طريق حياتكم، وهو يبدأ من الهجرة إلى المدينة المنورة، منذ بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في بناء الدولة الإسلامية الجديدة إلى نهاية مرحلة الحرب الدفاعية، التي كان آخرها غزوة الخندق. وسوف نغوص معًا في مجتمع المدينة المنورة، ونتعايش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أصحابه رضي الله عنهم ونرى كيف تأسست مبادئ الإسلام في نفوسهم، وكيف تم غرس بذور نبتته الأولى حتى أينعت وأصبحت شجرة عظيمة تصل غصونها عنان السماء، وتضرب جذورها أعماق الأرض، وها نحن نقطف ثمارها، ونستفيد من كل ما سمعناه في السيرة العطرة، ونتعرف على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، ونقترب منه أكثر وأكثر، فتحبه وتتعلق به، فنتخلق بأخلاقه الكريمة، ونقتدي بأفعاله صلى الله عليه وسلم، فتصبح أفرادا نافعين في المجتمع، صالحين في الدنيا، فائزين بالآخرة بإذن الله.