من الطبيعى أن تطمح الامم فى تحقيق الرخاء والنماء لشعوبها وفى نفس الوقت تسعى جاهدة لأن تتبوء مكانة مرموقة بين الأمم الأخرى من خلال نسق حضارى خاص بها يجعلها قبلة عصرها التى يسعى الجميع للطواف حولها. فى الماضى البعيد والقريب والحاضر نشأت العديد من الحضارات التى مثلتها امبراطوريات نجحت فى بسط نفوذها على من سواها ليس فقط بما أفرزته من معطيات حضارية ولكن بما انتهجته من سياسات إستعمارية ، لذلك طورت تكنولوجياتها العسكرية وآلياتها الاعلامية وتراكماتها الرأسمالية لينصهروا معا ويشكلوا يد باطشة لاتعرف إلا القوة الغاشمة فى تحقيق سياساتها الإستعمارية. وعندما تصبح القوة الغاشمة هى الأيدلوجية التى تتبناها الأمبراطوريات ستتسرب تلك الفكرة الى داخل الامبراطورية نفسها وستصبح السيطرة والاستحواز هى جوهر العلاقة بين مكونات المجتمع الداخلى فتنشأ جماعات المصالح التى ستتبارى فى بسط نفوذها سواء بقوة المال او الدين او العرق او غيرها من مظاهر السيادة المجتمعية والتى فى النهاية ستؤدى الى التناحر وتآكل الامبراطورية داخليا فى الوقت الذى تكون فيه بدأت بالفعل تتهاوى عناصر قوتها خارجيا نتيجة سقم الكوكب من لهيب نيران بطشها. خلال فصول وعناوين الكتاب سنتجول سويا لنشاهد ونحلل مجريات الامور على واقع الامبراطورية الامريكية بداية من ترحيل مساجين اوربا والذين اعتنقوا مذهب البطش فى القضاء على الهنود الحمر وهم السكان الأصليين لتلك الأراضى المكتشفة حديثا بحثا عن الثروة، ثم اشعال حرب الأستقلال و الحروب الأهلية الى ان اصبحت هناك دولة شعبها يؤمن بأنه شعب الله المختار، وانه مخول باستعمال القوة للحصول على كل ما هو فيه خير له على وجه الارض، ثم نتناول الحقب الذمنية المختلفة بداية من الحرب العالمية الأولى الى ان نصل الى الاحداث المعاصرة ومجريات الحرب الروسية الأوكرانية " وبمعنى اخر الحرب الروسية الغربية" ، والتحرشات الامريكية بالصين والخليج والتى نطلق عليها "تسونامى اعادة تشكيل الكوب" ونرصد خلالها استراتيجية الامبراطورية الامريكية فى اعادة انتاج نفسها كما كانت كقوة عظمى وسنرى انه مهما كانت تلك المحاولات فأن عجلة الزمان دارت بالفعل للأمام، ثم نختتم الفصول بعنوان "إرهاصات النهاية " والذى يرصد نقاط محددة واحداث واقعية تنبأ بنهايات الهيمنة المنفردة خارجيا وبدايات التصدع داخليا. " عمل الكاتب ما يقارب الثلاثة عقود فى مجال تنمية المجتمع وأدار العديد من برامج تقليل حدة الفقر التى تعتمد على انشطة تنموية متعددة منها الصحة والبيئة والتمكين الاقتصادى وايضا البنية الاساسية. شارك فى تصميم وادارة العديد من برامج الحماية الاجتماعية من خلال شراكات ما بين جهات التنمية الدولية ومؤسسات المجتمع المدنى وايضا الحكومة المصرية. شارك كخبير فى مجال التنمية المجتمعية المستدامة فى العديد من المهام والمؤتمرات بالعديد من العواصم العربية تركزت الدراسات الاكاديمية للباحث فى مجالات الخدمة الاجتماعية ودراسات التنمية والسكان وكذلك الادارة العامة وايضا ادارة منظمات المجتمع المدنى تنوعت مجالات عمل الكاتب فى مختلف قضايا المجتمع، والتى شملت العمل مع جميع فئات المجتمع بداية من مستوى ابناء القرى والنجوع وصولا الى متخذى القرار وراسمى السياسة، اعطتة رؤية واقعية لطبيعة مجتمعاتنا وجوهر قضاياه خبرة الكاتب فى العمل بالبرامج التنموية الممولة من منظات التنمية الدولية اكسبته فهم واسع لطبيعة عمل تلك المنظمات ومدى تأثيرها الفعلى على واقع مجتمعاتنا عمل الكاتب فى مجال التنمية خارج مصر وحضورة للمؤتمرات الدولية التى تناولت قضايا الحماية الاجتماعية فى الوطن العربى مكنته من امتلاك رؤية واقعية عن والفجوات التنموية فى مجتمعاتنا وعن القواسم المشتركة الازمة للخروج من دوائر الفقر صدر للكاتب كتابين: الاول بعنوان تآملات بنى آدم عربى ويتناول خلاله الكاتب تحليل عدة موضوعات تجول بخاطرك منها ما يتعلق بمفهوم الدين السمح والبعض الاخر تحليل للعديد من الموضوعات التى لابد وان داعبت خواطرك بأسلوب سلس بعيدا عن المصطلحات الاكاديمية المعقدة. الكتاب الثانى بعنوان الامبراطورية الامريكية ووهم الخلود وهو بالدرجة الاولى كشف النقاب عن عقيدة البطش التى اعتنقها المهاجرون الاوائل الى الاراضى الامريكية ومظاهرها وتأثيراتها خلال العقدين والنصف وهو عمر تلك الامبراطورية ، ويركز الفصل الاخير من الكتاب على خطة امريكا فى اعادة تشكيل العالم بداية من خلق الحروب الحالية. ويستنبط اخر عنوان بالكتاب ارهاصات نهاية الامبراطورية الغاشمة بناء على احداث وقعت بالفعل على مستوى العالم وايضا على مستوى الداخل الامريكى
تبلغ مساحة الوطن العربى 14مليون كيلو مترمربع تقريبا وهى تمثل10.2% تقريبا من مساحة العالم. واقطاره متواجدة فى قارتى اسيا وافريقيا ويجرى خلال اراضيه مياة بحور وانهار ومحيطات .سكانه يقاربون النصف مليار نسمة منهم 28% فى الفئة العمرية من 10 الى 24 سنة ،وهو أكبر مخزن لمصادر الطاقة والمعادن . وهذه البقعة من العالم ولدت فيها الديانات السماوية وكانت أيضا موطنا للانبياء والرسل ومن أرضه أنطلقت أولى الحضارات البشرية ، وغير ذلك كثيرا من المقومات التى أسالت وستظل تسيل لعاب غير العرب للظفر بتلك البقعة الغنية بجميع مقومات الحضارة الأنسانية. ولأن الحاضارات غير العربية ، والتى بمقياس الزمن تزال فى مرحلة المهد مقارنة بحضارات العرب، لديهم ايمان تام بأن الفلك لا تتسع لهما معا. فأصبح أستنزاف الوطن العربى هدف اساسى بأستخدام وسائل مختلفة لطمث اى تطور لهذه المنطقة فهو يريدها فقط على قيد الحياه بدون اى مقومات حضارية. فوجدناه احتله عسكريا وعندما اُرهق واُزهقت أرواح أبنائه تحول إلى الاحتلال الفكرى والثقافى ثم الاقتصادى ويستمر يطور من وسائله الى أن يحكم الله بمشئته. وكان الدين من أهم تلك التكتيكات بل واكثرها مرونة ، فعندما فشلوا فى استعداء المسلمين على اهل الكتب السماوية الاخرى ، أصبح دين المسلمين هو أداة تدميرهم الذاتية ، فمولوا وانشأوا الملل والطوائف والجماعات والمذاهب والطرق التى تعادى كل منها الاخر بل ذاد الامر الى ان اصبح هناك من يكفر امه وابيه ويدعى ان هذا هو الدين الحنيف . وفى طريقهم هذا صدروا لنا شعارات براقة وردت فى ادبيات ادياننا مثل حقوق المرأه والحفاظ على البيئة وغيرها من الفضائل ، ولكنها من جانبهم كانت حقائق يراد بها باطل ، فهى لاتمارس فى بلادهم ولكنها فصلت خصيصا لنا وليس لتطبيقها فى المطلق ولكن على ما يرونه مناسبا لانكار الابن لابيه فى اوطاننا. لذا اتقنوا صناعة الاعلام ،والسلاح ،والامراض قبل الدواء ، واحترفوا الاتجار بالبشر وتمرسوا فى التسول والاستحواز على ثرواتنا سواء الطبيعية او البشرية وتحويلنا الى مستهلكين ليس فقط لمنتجاتهم من سلع وخدمات ولكن ايضا الى افكار وايدلوجيات قد تتنافى مع قيمنا الراسخة والتى كانت سبب حضاراتنا. فكانت ثروات الربيع العربى أحد أهم مخرجات هذا المخطط الاستعمارى المُحكم ، فغرق من غرق ونجا من نجا بفضل الله عز وجل. واظن ان معظمنا استوعب هذا الدرس بعدما شاهدنا العزيز يذل ويتجول عبر حدود الدول باحثا عن خيمة قماش تأويه وينتظر من يجود عليه بكسرة خبز وشربة ماء ليظل باقيا على قيد الحياة. ومع كل ما سبق ، فأن الامل تجدد حينما قرر البعض الانتفاضة والعزم على تشكيل ارادته بنفسة مهما كلفه الامر، فوجدنا مصر قاربت على الاكتفاء الذاتى فى العديد من السلع والخدمات الاستراتيجية بل بدأت فى المضى قدما نحو التصنيف الدولى فى العديد من الصناعات مثل الغاز المسال وصناعات البتروكيماويات واصبح لها مكان الصدارة فى تصنيف اقوى الجيوش على مستوى العالم وذلك ليس اعتمادا على العدة والعتاد فقط ولكن الاهم هو قدرتها على التصنيع ايضا. ووجدنا كل من السعودية والامارات يشقون نفس الطريق فى محاولات جادة ومستميته لنتكامل جميعا رافعين شعار اسلافنا انجزوا ونحن ها هنا سنسود بأذن الله تعالى. يحوى الكتاب عناوين عدة تتكامل مع بعضها البعض لرصد كل المظاهر السابقة وتحمل رسالة للجيل الحالى مفداها "حتما ولابد ان نكون"