نهاية الوحي

الكاتب: فريق كتبنا
0 تقييمات الزوار

إن تلك اللحظة التي تم فيها إنتهاء رسالة محمد_عليه الصلاة والسلام_ بوفاته ليست وفاة بالمعنى الحقيقي، وإنما هي لحظة استوقفت فيها الأنفاس وبلغت الخناجر القلوب، إذ إنها تمثل مرحلة جديدة وغريبة لم يكونوا جميعاً يتوقعوها لشدة تعلقهم بالنبي من جهة، ولربكتهم وحيرتهم من تلك المرحلة من جهة ثانية. لكن سرعان ما استفاقوا من تلك الفجيعة، وشرعوا بالتفكير بكل حكمة وعقل، سيما بعدما أدركوا أنه يجب عليهم الخروج من تلك الأزمة، ليستهل العالم الإسلامي مرحلة هي فريدة من نوعها، مرحلة ليس فيها وحي ولا نبي ولا رسالة، لذا فإني أرى أن لحظة وفاة النبي محمد هي لحظة اعتزال جبريل هي لحظة انقطاع الوحي هي لحظة ميلاد العقل.

ولما كان العقل هو البديل الوحيد للخروج من تلك الكارثة، كان عليهم أن يجتهدوا في كل ما يخص الدين والحياة من كافة الجوانب على حد سواء، وقد كان أول ما ارتطم به الصحابة في بداية القرن الأول هو فكرة تجميع القرآن في كتاب واحد، خاصة بعد حرب اليمامة التي استشهد فيها كل حفظة القرآن، وقد كان الأمر عليهم ليس بالهين ولا باليسير؛ لأنه لم يكن بوحي من السماء ولا بوصية من النبي_صلى الله عليه وسلم . أما الاجتهاد الثاني فهو فرز الأحاديث وتجميعها للتخلص من كافة الأحاديث الموضوعة والمكذوبة والمأوّلة على النبي-صلى الله عليه وسلم. والحق أن هذا الأمر هو الذي دفعني لتسطير هذا العمل؛ ليكون نصب أعين الجميع أن الاجتهاد ليس أمرا مستهجنا ولا مكروها، بل هو واجب وفرض عندما تدعو الحاجة إليه.

الأعضاء الذين اشتروا هذا، اشتروا أيضا

عن الكاتب

فريق كتبنا

التقييمات

0

0 المجموع
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0