تفشت فى الناس الخرافات والأساطير حول العوالم الخفية، فما غاب عن الحس فى عالم الإنسان هو بحر عميق يلقى فيه كل من دلوه عبر الأزمان والعصور بلا حساب أو إثبات، فإختلط فى هذا البحر الحق بالباطل، وكثرت القصص والأساطير بتراكم الزمن وبتطور الثقافات والملل والفلسفات. وإمتزجت القصص والرويات عن عالم الجان والشياطين بخوارق الطبيعة العلمية، وذاع بين الناس من يملكون قدرات خارقة فوق قدرات البشر المعروفة. وظهرت مصطلحات بل علوم ودراسات لتلك الخوارق لم تكن معروفة من قبل. وألقى ذلك كله بالطبع فى مصلحة البعض، الذين إتخذوا من عالم الغيب الخفى مادة خصبة لزرع الخوف والغموض للسيطرة على غيرهم، والإستفادة من حاجتهم وضعفهم وجهلهم. ولهذا كله، كان الدافع لكاتبة هذا المصنف فى بحث العوالم الخفية عن حس الإنسان، بطريقة ميسرة ومتقنة. فى ورقات قليلة نتجول فى عالم الجان وأثره فى حياة الإنسان، ونغوص فى حقيقة الخوارق الخارجة عن مجال قدرات الإنسان العادية، ونبحث فى حقيقة القوى الخفية، ونستعرض حالات الغياب عن العالم المحسوس من خيالات وأوهام العقل، وندرس علاقات الجسد فى الإنسان والحيوان بالروح والنفس، ونسبح فى عالم النوم والأحلام وحتى حالات الغياب قبل الموت. ويستثني هذا البحث تفسير قدرات بعض البشر الغير عادية التى حدثت لمن إختصهم الله بالنبوة والرسالة، فالأنبياء كان لهم إتصال بالسماء وميزهم الله عن غيرهم بالوحي والمعجزات، فلا مجال لبحث ذلك من الناحية العلمية، ولا يقاس عليه سنة الله فى سائر البشر. فهذا البحث هو محاولة لإستخلاص الحق من الباطل من زاوية الإسلام ونبذ الأخبار الضعيفة والموضوعة والمكذوبة والمدلسة، ولكنه أيضا يستعرض ما ذاع بين الناس وإدعاه غير المسلمين أو نقل عن جهلة المسلمين أو عن الدجالين، وكذلك نتجول فى حالات "الباراسيكولجى" وعلاقتها بمفاهيم الإسلام، وقد استعرضت تلك الحالات والظواهر للمعرفة بما يفعل أو يدعي المعتقدون فيها، وأضفت تفسير العلم لها، ثم نقلت رأي علماء الإسلام فى تلك الذائعات قدر المستطاع. وبغرض التنسيق ونظم العلوم، قسمت هذا الكتاب الى إثني عشرة فصلا بعد هذه المقدمة، وهي: الأول: يتحدث عن الأسس والأصول فى صحة الإعتقاد. والثاني: يفند بعض العلوم والمناهج لفهم عالم الخفاء وما وراء الطبيعة. والثالث: دراسة الفرق بين الإنسان والحيوان وأثرها فى فهم قضايا أصل الإنسان والحلول والمسخ وغيرها. والرابع: يسرد الحقائق والأباطيل عن عالم الجن والشياطين وحياتهم وقدراتهم. والخامس: يختص بحقيقة وتفاصيل وطرق الشعوذة والسحر. والسادس: يشرح عملية الحسد والعين وتأثيرهما وما شاع عنهما. والسابع: يتكلم عن الظواهر المتعددة للكهانة والتنجيم ومعرفة المستقبل. والثامن: يختص بعلاقة الروح والنفس والجسد، وما بين النوم والموت من أحوال. والتاسع: يتكلم عن ظاهرة وحالات النوم والأحلام والرؤى. والعاشر: يستفيض فى قضايا الوهم والهلاوس والخيالات. والحادي عشر: يشرح أمراض الجسد والنفس المغيره للإدراك، ويفند علوم الطب. والثاني عشر: يستعرض ظواهر إدعاء الخوارق وما وراء الطبيعة.
Mostafa Elbaba مصطفى البابا
Jan 21, 2021
ستجد إجابات واضحة لكل ما يدور فى عقلك عن امور وعجائب ما وراء الطبيعة
Mostafa Elbaba مصطفى البابا
Jan 21, 2021
.