سورة النور من السور التي تعددت الشروح لها ، ودراستها ، وإستخلاص الدروس والعبر منها، ولذا فمضمون هذا الكتاب قد سبق إليه من هم أفضل مني وأثبت مني قدما في العلوم الشرعية ، إلا أنه بعض الغافلين والمنصرفين عن دراسة العلوم الشرعية يبررون إنصرافهم بصعوبة التناول ووعورة فهم كتب التراث في الفقه والتفسير ، فوجدت في نفسي سعة وقدرة علي تبسيط مايمكن بسطه للناس في تناول بعض السور المتضمنة للأحكام والقيم تناولا موضوعيا ، وقد بدأت هذه السلسلة بسورة الأحزاب ، وفي هذا الكتاب نتبعها بالعرض الموضوعي لسورة النور.
وقد لاحظت أن معظم التفاسير إن لم يكن كلها ، قد تناولت تفسير سورة النور تناولا يسير مع سياق السرد القرآني لأحداثها ، فيبدأ بآيات حد الزنا ثم حد القذف ثم حد اللعان ثم شرح قصة حادثة الإفك ، وهكذا حتي نهاية السورة ، وبذلك يأتي تفسير آية النور التي هي محور السورة، في وسط كتب الشرح والتفسير .
ترتيب التفاسير بهذا السياق قد يحرم القارئ من التمتع بوصف نور الله